الخميس، 26 مارس 2020

توسمت فيك الخير من لطف الله بنا أن يدفع إلينا أصاحب الحقوق لنردها


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
توسمت فيك الخير
من لطف الله بنا أن يدفع إلينا أصاحب الحقوق لنردها
ومن سيرة الفاروق عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نتعلم
كثيرون من إن طولبوا بحق تعللوا واعتذروا وتسوفوا – ولا تآخذني نسيان ، وخلص تكرم بس يصير معي بعطيك . مماطلة عنوانها ما رح أعطيك أو أن القصد اقتطاع شيء من الحق
أخوك وربما أبوك أو أختك : تعاتبك خييه ما عبنشوك . وترد كاذبا والله مشاغل الحياة . وأنت لا تدري أن الله قد ساق المدين أو صاحب الحاجة أو من له حق عليك بصلة الرحم ، لطفا منه ليرحمك قبل أن يحل عقابه بك .
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كان متجها إلى خيبر قَالَ أصحاب السير : فأتته امرأة أَعْرَابِيَّةٌ وهو يقيل أي نائم القيلولة وكان قَائِلٌ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ، قالت : فَتَوَسَّمَتِ النَّاسَ، أي تفرست بهم فاختارته من بينهم وهي لا تعلم أنه عمر وهي تبغيه لرفع ظلم وقع عليها . فلمست قدمه فانتبه فَقَالَتْ: إِنِّي امْرَأَةٌ مِسْكِينَةٌ وَلِي بَنُونَ، وَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَانَ بَعَثَ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ سَاعِيًا فَلَمْ يُعْطِنَا، فَلَعَلَّكَ، يَرْحَمُكَ اللَّهُ، أَنْ تَشْفَعَ لَنَا إِلَيْهِ، قَالَ: فَصَاحَ: يَا يَرْفَأُ، ادْعُ لِي مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ أَنْجَحُ لِحَاجَتِي أَنْ تَقُومَ مَعِيَ إِلَيْهِ، فرد عليها عمر قَائلَا: إِنَّهُ سَيَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَجَاءَهُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ ،وقد خشي من طلب أمير المؤمنين فسأل يَرْفَأُ من عنده فقال امرأة فزادت خشية من شكوى تصيبه فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَاسْتَحْيَتِ الْمَرْأَةُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَاللَّهِ مَا آلُو أَنْ أَخْتَارَ خِيَارَكُمْ، كَيْفَ أَنْتَ قَائِلٌ إِذَا سَأَلَكَ اللَّهُ عَنْ هَذِهِ؟ فَدَمِعَتْ عَيْنَا مُحَمَّدٍ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ إِلَيْنَا مُحَمَّدًا نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَدَّقْنَاهُ وَاتَّبَعْنَاهُ فَعَمِلَ بِمَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ فَجَعَلَ الصَّدَقَةَ لِأَهْلِهَا مِنَ الْمَسَاكِينَ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ اسْتَخْلَفَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ فَعَمِلَ بِسُنَّتِهِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ تَعَالَى، ثُمَّ اسْتَخْلَفَنِي فَلَمْ آلُ أَنْ أَخْتَارَ خِيَارَكُمْ، فَأَدِّ إِلَيْهَا صَدَقَةَ الْعَامِ وَالعَامِ الْأَوَّلِ، وَمَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَبْعَثُكَ، ثُمَّ دَعَا لَهَا بِجَمَلٍ، وَأَعْطَاهَا دَقِيقًا وَزَيْتًا، وَقَالَ: خُذِي هَذَا حَتَّى تَلْحَقِينَا بِخَيْبَرَ فَإِنَّا نُرِيدُهَا، فَأَتَتْهُ بِخَيْبَرَ، فَدَعَا بِجَمَلَيْنِ آخَرَيْنِ، وَقَالَ: خُذِي هَذَا فَإِنَّ فِيهِ بَلَاغًا حَتَّى يَأْتِيَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَدْ أَمَرْتُهُ أَنْ يُعْطِيَكِ حَقَّكِ الْعَامَ وَالعَامَ الْأَوَّلِ
ترى كيف يرد من تسبب بأذى وطنه حق الوطن إليه . والوطن ينادي كفى كفى دماراً يا أبنائي
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــ
سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني (ص: 138)
حياة الصحابة - الكاندهلوي (2/ 424)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق