الخميس، 26 مارس 2020

الحاجة


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الحاجة
قالوا والمثل قيل في أصله إنكليزي : الحاجة أم الاختراع .أي أن الحاجة قوة دافعة لمعظم المخترعات . ومن منا لا يحتاج فالحاجة أمر حياتي إن لم يكن يومي .
وتختلف سويات الحاجات بين الخلق باختلاف أحوالهم . فهناك من يبغي العافية وآخر يحتاج الراحة النفسية ونحن نحتاج لرفع البلاء عنا وللوصول إلى ما نحتاج ينبغي امتلاك السلم المناسب للوصول إليه .
وقد قيل إن كان لك عند الكلب حاجة فأنت مضطر للقول له : يا سيدي . زد على ذلك فإذا كان الذي ترجو الوصول إليه بما لم تكن بحاجة إليه صار ما لا تحتاج إليه ضرورة تحتاج إليها للوصول إلى حاجتك.
حين ترى الناس قد أغلقوا مسامعهم عنك وأنت لا ترمي إلا الخير . ترى هل من بلوغ الحاجة أن تصر على أسلوب طرح أنت اخترته لنفسك ؟ أم أنه من الخير لك إعادة النظر في حساباتك لتلقى بين الناس قبول ؟ . فاختيار العناد يفضي إلى قبول سواك حتى وإن كان الشيطان إمامه ومرشده .
تمنى أناس شأوه من ضلالهم ... فأضحوا على الأذقان صرعى وظلّعا
فكثيرا ما يتمنى المرء موت أحد وتتقلب الأيام ليجد حبل نجاته في يده
ورحم الله القائل :
لسانك بالموعود باب مفتح ... وكفك بالمعروف أضيق من قفل
تمني الذي يأتيك حتى إذا انتهى ... إلى أمدٍ ناولته طرف الحبل
يا رب دلنا على الخير ومكنا من اتباعه
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــ
البيان والتبيين (3/ 160)
الآمل والمأمول - للجاحظ(ص: 5)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق