الأربعاء، 4 مارس 2020

الأيام المستقرضات أو كما يطلق عليها الكثيرون "أيام العجائز" ؟


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الأيام المستقرضات أو كما يطلق عليها الكثيرون  "أيام العجائز" ؟
قبل أيام تحدثنا عن حكاية السعودات  كما هي في الموروث الشعبي . واليوم نستكمل الحديث نهايات خمسينية الشتاء بالحديث عن أيام العجائز أو الأيام المستقرضات . وهي سبعة أيام أربعة منها آخر شهر شباط وثلاثة في بداية شهر آذار ، تتميز بشدة البرد.
فما حكاية الأيام المستقرضات؟
قالوا : والله أعلم بمن قال أن عجوزاً كان لديها ستة رؤوس من الأغنام، فخرجت ترعى بها وساقها القدر إلى أحد الأودية وكان ذلك خلال الأيام الأواخر من شهر شباط كانت السماء صافية ولم تهطل خلالها الأمطار وكان الجو دافئاً ، وبدأت العجوز تردد ( فات شباط الخباط وما أخذ مني لا نعجة ولا رباط، وضربنا على ظهره بالمخباط).
والمخباط عبارة عن قطعة خشبية كان القدماء يستخدمونها لتنظيف الصوف .وحتى عهد قريب كانت نساء المعرة يستخدمن المخباط لتنظيف الملابس والأثاث المصنوع من الصوف على أطراف مجرى سيل الهرماس .
ونعود للحكاية قالوا : تدعي الحكاية أن شهر شباط غضب من مقولتها وأحس بالإهانة ، وانطلق مسرعا لأخيه شهر آذار مستنجدا به من تلك العجوز قائلا  "يا خوي يا آذار ثلاثتك مع أربعي نخلي العجوز بالسيل تقرعي"، وتفسر هذه العبارة بأن شباط طلب من شهر آذار 3 أيام يجمعها مع 4 أيام منه تهطل خلالها الأمطار بغزارة ويزداد البرد، مما يؤدي الى أن تسيل الأودية وتجرفها العجوز وأغنامها. وشهر شباط كما هو ينقص عن بقية الأشهر في عدد أيامه
وتدّعي الحكاية ، أن الأمطار هطلت بغزارة خلال هذه الأيام المستقرضات وسالت الأودية وجرف السيل أغنام العجوز وبدات العجوز تصرخ وتقول:  "يا سيل درجهن على مهلهن معاشير  ( حاملات ) ليرمن بهمهن"، والمقصود أن العجوز بدأت بالصراخ حزناً على أغنامها التي جرفها السيل وكانت في موسم التكاثر.
وكثيراً ما خدع القدماء بتلك الأيام بدفئها وخاصة في الأيام الأخيرة من شباط والأيام الأولى من شهر آذار فيخرجون إلى الوديان من أجل الرعي، إلا أن تقلبات الطقس تفاجئهم بهطول غزير للأمطار، يؤدي لتشكل السيول التي تجرف معها بيوتهم وأغنامهم. وأمطار تلك الأيام توصف قطراتها بأنها كأسنان العجائز ، وأسنان العجائز تظهر كبيرة نتيجة لتكشف اللثة لعامل الزمن .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق