الخميس، 26 مارس 2020

العاقل لا يرد عن حاجته


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
العاقل لا يرد عن حاجته
أو إن شئت الرجل لا يرد عن حاجته
فالعاقل لا يستصغر عدواً: ولهذا قيل إن من استصغر عدوه اغتر به ومن اغتر بعدوه لم يسلم منه. وهو أيضا لا يغتر بسكون الحقد إذا سكن فالحقد كالجمر إن تحرك أحرق . ولقد أكد غورو وسواه كثير هذه المقولة حين وضع قدمه على قبر صلاح الدين وقال : ها قد عدنا يا صلاح الدين . وكذلك فإنّ العاقل لا يسأل ما لا يجوز ، ويحسن اختيار من يسأل ويسأل عن الممكن ، وفي الزمن المناسب . ورحم الله القائل :
إنك إن كلفتنيِ ما لم أطِق ... ساءَكَ ما سرَّكَ مني من خُلق
فكيف للعاقل أن يسأل بخيلاً ومشهوراً بالبخل أو لئيما تميز بلؤمه . فالبخيل واللئيم من أعوان الزمان على المرء
ومن صفات العاقل أن لا يغترّ بمودّة الكذوب ولا يثق بنصيحته. وسئل أعرابي عن العقل متى يعرف؟ قال: إذا نهاك عقلك عما لا ينبغي فأنت عاقل.
ولمحمد بن يزيد:
وأفضل قسم الله للمرء عقله ... وليس من الخيرات شيء يقاربه
إذا أكمل الرحمن للمرء عقله ... فقد كملت أخلاقه ومآربه
يعيش الفتى بالعقل في الناس إنّه ... على العقل يجري علمه وتجاربه
والآن تعالوا : لنرى أثر العقل فيما نحن فيه من بلاء
ترى هل خراب الوطن وهلاك الأهل من العقل ؟
صادقنا أعداءنا على دمار وطننا . فهل هذا من سلوك العقلاء ؟
وبيجي واحد بقلك بنرجع نبنيه وأسأل هل من العقل أن نهدم لنبني ؟ ولا سبب للهدم وجيه .
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــ
كليلة ودمنة – ابن المقفع(ص: 204)
البرهان في وجوه البيان – ابن وهب الكاتب(ص: 223)
العقد الفريد – ابن عبد ربه(2/ 109)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق