الخميس، 26 مارس 2020

ومن سيرة سلفنا نتعلم محمد بن جرير الطبري


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ومن سيرة سلفنا نتعلم
علم بين العلماء ، ومكانة رفيعة بين العامة ، اتهام لا أساس له ، وتهمة باطلة من الغوغاء
وهل الذي وصلنا إليه من بلاء إلا ناتج عن فعل الغوغاء .؟
كل من ترجم له بل كل من عرفه من المؤرخين وأصحاب السير أثنى عليه .
قال ابن الأثير رحمه الله :وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ أي سَنَةُ عَشْرٍ وَثَلَاثِمِائَةٍ تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ، صَاحِبُ التَّارِيخِ، بِبَغْدَاذَ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَدُفِنَ لَيْلًا بِدَارِهِ، لِأَنَّ الْعَامَّةَ اجْتَمَعَتْ، وَمَنَعَتْ مِنْ دَفْنِهِ نَهَارًا، وَادَّعَوْا عَلَيْهِ الرَّفْضَ، ثُمَّ ادَّعَوْا عَلَيْهِ الْإِلْحَادَ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى يَقُولُ: وَاللَّهِ لَوْ سُئِلَ هَؤُلَاءِ عَنْ مَعْنَى الرَّفْضِ وَالْإِلْحَادِ مَا عَرَفُوهُ، وَلَا فَهِمُوهُ، هَكَذَا ما ذَكَرَهُ ابْنُ مِسْكَوَيْهِ صَاحِبُ " تَجَارِبِ الْأُمَمِ "، وَحُوشِيَ ذَلِكَ الْإِمَامُ عَنْ مِثْلِ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ. وَأَمَّا مَا ذَكَرَهُ عَنْ تَعَصُّبِ الْعَامَّةِ، فَلَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ، وَإِنَّمَا بَعْضُ الْحَنَابِلَةِ تَعَصَّبُوا عَلَيْهِ، وَوَقَعُوا فِيهِ، فَتَبِعَهُمْ غَيْرُهُمْ، وَلِذَلِكَ السَبَبٌ، وَهُوَ أَنَّ الطَّبَرِيَّ جَمَعَ كِتَابًا ذَكَرَ فِيهِ اخْتِلَافَ الْفُقَهَاءِ، لَمْ يُصَنَّفْ مِثْلُهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ فَقِيهًا، وَإِنَّمَا كَانَ مُحَدِّثًا، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى الْحَنَابِلَةِ، وَكَانُوا لَا يُحْصُونَ كَثْرَةً بِبَغْدَاذَ، فَشَغِبُوا عَلَيْهِ، وَقَالُوا مَا أَرَادُوا ورحم الله القائل :
حَسَدُوا الْفَتَى إِذْ لَمْ يَنَالُوا سَعْيَهُ ... فَالنَّاسُ أَعْدَاءٌ لَهُ وَخُصُومُ
كَضَرَائِرِ الْحَسْنَاءِ قُلْنَ لِوَجْهِهَا ... حَسَدًا وَبَغْيًا إِنَّهُ لِدَمِيمُ
قال ابن عساكر رحمه الله يحكي أن محمد بن جرير مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم منها أربعين ورقة . وقال الخطيب  بلغني عن أبي حامد أحمد بن أبي طاهر الفقيه الإسفرايني أنه قال لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل له كتاب تفسير محمد بن جرير لم يكن ذلك كثيرا . وقال الدارمي يقول أول ما سألني أبو بكر محمد بن إسحاق قال لي كتبت عن محمد بن جرير الطبري قلت لا قال لم قلت لأنه كان لا يظهر وكانت الحنابلة تمنع عن الدخول عليه فقال بئس ما فعلت ليتك لم تكتب عن كل من كتبت عنهم وسمعت من أبي جعفر
ومن جميل شعر الإمام الطبري رحمه الله :
إذا اعسرت لم يعلم شقيقي ... وأستغني فيستغني صديقي
حيائي حافظ لي ماء وجهي ... ورفقي في مطالبتي رفيقي
ولو أني سمحت ببذل وجهي ... لكنت إلى الغنى سهل الطريق
رحم الله الإمام الطبري وأمثاله من سلفنا . وأزاح عنّا غمة الجهل ومسايرة الغوغاء من الناس
ويا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــــــ
الكامل في التاريخ  - ابن الأثير(6/ 677)
وفيات الأعيان – ابن خلكان (4/ 192)
تاريخ دمشق لابن عساكر (52/ 195)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق