الأربعاء، 4 مارس 2020

بس يقولوا عنوا فهمان


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
بس يقولوا عنوا فهمان
كثيرون هم من جندوا جُلَّ اهتمامهم بما زرعوا ، واستبعدت أذهانهم ثمار زرعهم ، حتى وإن كان الناتج حنظلاً . فالتسويف زرع نتاجه الفشل ، وأجل ثماره الندم
زعموا أن سارقاً تسور على بيت رجل وهو نائم في منزله، فعلم به فقال: والله لأسكتن حتى أنظر ماذا يصنع، ولا أذعره؛ ولا أعلمه أني قد علمت به. فإذا بلغ مراده قمت إليه، فنغصت ذلك عليه. ثم إنه أمسك عنه. وجعل السارق يتردد، وطال تردده في جمعه ما يجده؛ فغلب الرجل النعاس فنام، وفرغ اللص مما أراد، وأمكنه الذهاب. واستيقظ الرجل، فوجد اللص قد أخذ المتاع وفاز به. فأقبل على نفسه يلومها، وعرف أن لم ينتفع بعلمه باللص: إذ لم يستعمل في أمره ما يجب. فالعلم لا يتم إلا بالعمل، وهو كالشجرة والعمل به كالثمرة. ورحم الله اللخمي حيث قال :
إذا ما أتيت الأمر من غير وجهه ... يصعب حتى لا يرى منه وفقا
فإن الذى يصاد بالفخ إن عتى ... على الفخ كان الفخ أعتى وأضيقا
وأقول إلى متى سنكل أمرنا إلى من عادانا ، لندق أبوابا آن لنا أن نغلقها نستمطر الفرج منها.
أما كلت أيدينا من قرع أبواب لا تفتح ، وإن فتحت جرت الخراب
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــــــــــــــــ
كليلة ودمنة (ص: 61)
الأدب والمروءة – اللخمي (ص: 17)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق