الخميس، 26 مارس 2020

أسأل الله أن يعين كلا على حاله


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
أسأل الله أن يعين كلا على حاله
ومن سير العرب الجاهليون والسلف الصالح نتعلم
فمن الناس من شأوه في هذه الحياة تغيير الحال الذي هو عليه . إلا أن نفسه لا تهديه  إلا لما يضر ، وعينه لا تشبع من نظر إلى ما لا يحل ، وأذنه لا تمل من خبر السوء .
ومن الناس من اقتصر على حاله وعلم أن ذلك أنعم لباله. وقد علم أن الظلم مهما طال فالظالم يسعى لمضرة نفسه ونفع من ظلمه .
كثيرون من يئسوا ، بل ويئست منهم أهلوهم ومن حالٍ وصلوا إليه ، إلا أن الغيب بيد الله . فعمرو بن عبد الله بن وهيب بن حذافة بن جمح، وهو أبو عزّة الشّاعر، أصابه برص فسقي بطنه  ، فأخرجته قريش من مكة مخافة العدوى، وكانوا يخافون عدوى الجذام والبرص والجرب والصّفر والعدسة والجدريّ.قيل :  وكان إذا جنّ عليه اللّيل أوى إلى شعاب في تلك الجبال، فإذا حميت عليه الشمس استذرى بظلال الأشجار، فلمّا طال عليه البلاء أخذ مدية فوجأ بها جنبه ليموت فيستريح، فسال ذلك الماء، وذهب ما كان به من برص، فأقام أيّاما ثم دخل إلى قريش كما كان يدخل أيام صحته .
وجميل قول من قال :
اصبر على زمن جم نوائبه ... فليس من شدةٍ إلا لها فرج
تلقاه بالأمس في عمياء مظلمةٍ ... ويصبح اليوم قد لاحت له السرج
من الناس من يسعى لتغيير الحال رغبة برجل كعمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ونسي أن الرعية كانت من أمثال سيدنا علي وخالد بن الوليد وأبي عبيدة وسعد بن أبي وقاص .قال عبد الملك وهو على المنبر: «ألا تنصفوننا يا معشر الرعية؟ تريدون منا سيرة أبي بكرة وعمر ولم تسيروا في أنفسكم ولا فينا بسيرة رعية أبي بكر وعمر، أسأل الله أن يعين كلا على حال» .
السعي للخير واجب والرضا بما قسم الله واجب .
ألا رب راج حاجةً لا ينالها ... وآخر قد تقضى له وهو آيس
يجول لها هذا وتقضى لغيره ... فتأتي الذي تقضى له وهو جالس
ويا رب غير حالنا لحال يرضيك
أهلك يا رب من كان سببا في بلائنا وأرنا بهم يوما نسر به
يا رب يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــــــــــــــــ
البيان والتبيين (1/ 221)
البرصان والعرجان والعميان والحولان - الجاحظ(ص: 86)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق