الأربعاء، 4 مارس 2020

بين الفضل والعدل ومن قصة الإفك نتعلم


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
بين الفضل والعدل
ومن قصة الإفك نتعلم
كثيراً ما نسمع وربما نقول وبدون حساب : انتي صاحب فضل علي . نوزعها يميناً وشمالاً مجاملة في الغالب حتى فقدت كثيرٌ من المقولات مدلولها كـ : روحي فدا وطني ، وروحي فداك ، وربما زل التعبير بنا حتى لو رأى أحدنا كلبا لوجه المقولة إليه ورحم الله القائل : لو رأى الكلب مائلا بطريق ... قال للكلب: يا جعلت فداكا!
العدل أن تنصف المتخاصمين وأن يأخذ المرء حقه من خصمه . والفضل أن يترك المرء حقه ليأخذ حقه من يد ربه
فمن أراد أنْ يغفر الله له ذنوبه فليغفر لأخيه زلَّته ، وفي قصة الإفك فقد عفا سيدنا أبي بكر عن مسطح بعد أن نزل قوله تعالى: {وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ الفضل مِنكُمْ والسعة أَن يؤتوا أُوْلِي القربى والمساكين والمهاجرين فِي سَبِيلِ الله وَلْيَعْفُواْ وليصفحوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ الله لَكُمْ والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور: 22] . فقال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه : يا رسول الله! والله إني لأحب أن يغفر الله لي! فرجع إلى مسطح بالنفقة التي كان ينفق عليه وقال: لا أنتزعها منه أبدا.
أما نحن ورحم الله ابن دقيق العيد ، وربما القائل ابن زيدون فـ :
لا يسلَمُ الشّرفُ الرفيع من الأذى .. حتى يراقَ على جوانبه الدّمُ
ترى أننا من أصحاب الفضل نحن ؟ أم العدل ؟ . أم أننا خارج دائرة العدل والفضل
وطن نبتانا من ترابه وأكلانا من خيراته ، فمن العدل والانصاف أن نحافظ عليه
أما من كان منا ومن زمرة أصحاب الفضل ، فزاد في بنائه
وأي فضل بل أي عدل ، أن نسعى لخرابه
ما ضَرَّ أَشباهَ الرِّجالِ لَوَ اِنَّهُم .. فَعَلوا كَفِعلِ أُولَئِكَ النُجَباءِ
اللهم عاملنا بالفضل لا بالعدل
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيرة النبوية وأخبار الخلفاء لابن حبان (1/ 279)
تفسير الشعراوي (19/ 12080)
الزاهر في معاني كلمات الناس (1/ 407)
العقد الفريد (4/ 264)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق