الأربعاء، 4 مارس 2020

سبني وأصدق


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
سبني وأصدق
وشوية صدق بالله عليكم ، فوالله لقد زاد في بلائنا الكذب
لقد غدا الكثيرون أكذب من أبو حية النميريّ وكان من أكذب الناس
سبني وأصدق . مثل عربي : أي أنك إن سببتني وأظهرت في ما يعيب ، أنتفع من سُبَتك ، بما أصلح به نفسي
لعمرك مَا أخزى إِذا مَا سببتنى ... إِذا لم تقل بُطْلاً علي ومينا
حكي المثل هذا عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله ويضرب للرجل يكذب ليتعذر من شيء فعله. هناك من الناس يكذب عليك ليهينك ، وآخر من يكذب لك ليمدحك . والاثنان في الميزان سواء فمن كذب لك يوما ، كذب عليك في يوم آخر .
كذبت له ولم أكذب عليه ... كما كذب النّصارى للمسيح
قال أبو حية النميريّ ذات يوم فوالله رأيت ظبي فرميته، فراغ عن سهمي، ثم راغ عن سهمي فعارضه السهم وهكذا يعارضه السهم وهو يتحاشاه حتى أصابه . وقال والله رميت ظبية، فلمّا نفذ السهم عن القوس ذكرت بالظّبية حبيبة لى، فعدوت وراء السهم، حتّى قبضت على قذذه : أي وسط السهم . فلم يصب الظبية . والملاحظ أنه يقسم بالله . ولكن رحم الله القائل : ألا لا تحلفن على يمينٍ ... فأكذب ما تكون إذا حلفتا
ويزعم العرب أن أكذب بيت قالته العرب في الجاهلية قول الأعشى :
لو أسندت ميتا إلى نحرها ... عاش ولم ينقل إلى قابر
حتى يقول الناس مما رأوا ... يا عجباً للميت الناشر
واليوم أخبار تغرقنا زيادة في ما نحن فيه من بلاء ، منها المفرح الذي لا أساس له ، ومنها المحزن البعيد عن الصحة
ويا رب فرج عنا ما نحن فيه
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــ
المستقصى في أمثال العرب (2/ 115)
الأمثال للهاشمي (1/ 146)
الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء – المزباني (ص: 56)
الأغاني – لأبي فرج الأصبهاني (16/ 474)
الأمثال لابن سلام (ص: 46)
المحاسن والمساوئ (ص: 173)
الرسائل السياسية (ص: 583)
الوساطة بين المتنبي وخصومه ونقد شعره – الجرجاني (ص: 367)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق