الخميس، 26 مارس 2020

ولا للانتقام


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ولا للانتقام
فشهوة الانتقام فتحت أبواب البلاء علينا حتى صرنا في حالة من العجز عن إغلاقها . وهو في الأصل متفرع عن الحسد والحسد يورث الحقد ، والحقد: نابع من سوء الظن في الناس جلبا للعداوة. ورغبة في المخاصمة . فحب الانتقام القصد منه سلب النِّعْمَة التي يراها الحاسد فيسعى لإيقاع الضرر به سعيا لزوالها ، وهنا فالعذاب لا يسمى عقابا ، فالْعِقَاب جَزَاء على الجرم وهو نقيض الثَّوَاب أما الانتقام فنقيض الإنعام لأن القصد منه زال النعمة .
ولم يكن حب الانتقام من أخلاق الْمُصْطَفَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: «مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطُّ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا، مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ فِي شَيْءٍ قَطُّ، إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمَ بِهَا لِلَّهِ»
واليوم نشحن أنفسنا بالغضب نهيؤها رغبة في شهوة الانتقام ومن كل شيء حتى الأهل والوطن . وإن سألت قيل لك نحن نغضب لله والسذج من الناس يعلم أنهم لاهثون وراء شهواتهم
ورحم الله القائل : وبعض انتقام المرء يردي بعقله ... وإن لم يقع إلا بأهل الجرائم
ومن شعر عبد الوهاب بن الصباح الكاتب المدائني رحمه الله
وبعض انتقام المرء يزري بعرضه ... وإن لم يقع إلّا بأهل الجرائم
وما كل ذي قرض يجازى بمثله ... ألا إنما تجزى قروض الأكارم
وذكر ذنوب الوغد ترفع قدره ... وإن عبثت أطرافه بالمظالم
أما أولئك الكاظمين الغيظ العافين عن الناس الذين كانوا  ولا زالوا بعيدين كل البعد عن الحسد وحب الانتقام . الراحمين بخلق الله .ومن كانت وجهتهم الجنة . فهؤلاء من سينتقم الله لهم
من يشتري قبة في العدن عالية. . . دلّالُها المصطفى والله بائعها
في ظل طوبى رفيعات مبانيها. . . ممن أراد وجبريل مناديها
ويا رب انتقم من كان سببا في هذا البلاء
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــ
الفروق اللغوية للعسكري (ص: 240)
صحيح البخاري (8/ 30) - صحيح مسلم (4/ 1813) واللفظ للبخاري
محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء – الراغب الأصفهاني(1/ 280)
ربيع الأبرار ونصوص الأخيار (2/ 5)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق