الخميس، 26 مارس 2020

لعلكم تبتسمون التحامق


لعلكم تبتسمون التحامق
فهذا زمن التحامق من لوازم هذه الأيام ورحم الله القائل :
تحامق مع الحمقى إذا ما لقيتهم ... ولاقهم بالجهل فعل ذوي الجهل
وخلّط إذا لاقيت يوما مخلّطا ... يخلّط في قول صحيح وفي هزل
فإني رأيت المرء يشقى بعقله ... كما كان قبل اليوم يسعد بالعقل
عيسى بن صالح كان أحد الحمقى تولى قنسرين والعواصم وكان من الحمق على جانب عظيم قال بعضهم أتاني رسوله بالليل فأمرني بالحضور فتوهمت أن كتابا جاءه من أمير المؤمنين في مهم احتاج فيه إلى حضور مثلي فركبت إلى داره فلما دخلت سألت الحجاب هل ورد كتاب من الخليفة أو حدث أمر فقالوا لا فامضيت إلى الخدم فسألتهم فقالوا مثل مقالة الحجاب فصرت إلى الموضع الذي هو فيه فقال لي أدخل ليس عندي أحد فدخلت فوجدته على فراشه فقال: أعلم أني سهرت الليلة مفكراً في أمر إلى ساعتي هذه فقلت وما هو الأمر أصلح الله الأمير قال اشتهيت أن يصيرني الله حورية في الجنة ويجعل زوجي يوسف الصديق فطال لذلك فكري فقلت له هلا اشتهيت محمداً صلى الله عليه وسلم أن يكون زوجك فإنه سيد الأنبياء عليهم السلام فقال لا تظن أني لم أفكر في هذا قد فكرت فيه ولني كرهت أن أغيظ عائشة رضي الله عنها.
ثمرات الأوراق في المحاضرات للشهاب الأبشيهي (1/ 168)
العقد الفريد (2/ 278)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق