الثلاثاء، 26 مايو 2020

لنطلب الفضل من الله وما أحسنَ الاستغناءَ عن الناس

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

لنطلب الفضل من الله

وما أحسنَ الاستغناءَ عن الناس

والعرب من أبرز صفاتهم الكرم في حين اتصف الروم بالبخل وأنهم أبخل الأمم فأنك لا تجد للجود في لغتهم اسماً ، إنما يسمي الناس ما يحتاجون إلى استعماله فحسب ، ونحن نعلم أنه مع الاستغناء يسقط التكلّف ولا حاجة للفظ كريم . كذلك فقد زعم الناس أن الفرس امتازوا بالغش ومما يدل على غش الفرس أنه ليس للنصيحة في لغتهم اسم واحد . والنصيحة لا يراد بها سلامة القلب ، فقد يكون الرجل سليم الصدر، ولم يحدث سبب من أجله يقصد به وإليه لطلب المشورة .

واليوم نسأل الله باللسان ، وقلوبنا معلقة بسواه . ونستجدي العطف من غير أهله ، ونلهث وراء النصح عند من عرف بالغش ، ويشير علينا من ابتغى هلاكنا

ترى فما هو انتماؤنا ؟

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــ

البخلاء للجاحظ (ص: 253)

فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب  - محمد عويضة(10/ 76)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق