الاثنين، 25 مايو 2020

أنصف عدوك من نفسك من سيرة الْمُصْطَفَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ومن سيرة السلف الصالح كابن المبارك رحمه الله نتعلم

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

أنصف عدوك من نفسك

من سيرة الْمُصْطَفَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ومن سيرة السلف الصالح كابن المبارك رحمه الله نتعلم

لواء ينصب للغادرين وأين عند استه لتزداد فضيحته عند الخلق بالنظر لسوءته فينُصب اللواء يومئذ عند استِ الغادر فُضوحاً له؛ إذ الأعينُ تمتدُّ إلى الألوية، فيكون ذلك سببَ امتدادِ الأعينِ إلى سوءته  التي بدت له يومئذ، وفُضح فيها على رؤوس الأشهاد . هي بشرى اليوم لكل من غدر بوطنه وأهله ففقد الوطن الأمن والأمان بغدره وشرد بذلك الأهل يد ظاهرة ممدودة إلى الله وأخرى خفية مدة إلى أعداء الله والهدف تحقيق مأرب شخصية على حساب الأهل والوطن بما فعل بوطنه وأهله . فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الغَادِرَ يُرْفَعُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ القِيَامَةِ، يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ " قَالَ الْقُرْطُبِيُّ رحمه الله وكانت العرب ترفع لِلْوَفَاءِ رَايَةً بَيْضَاءَ وَلِلْغَدْرِ رَايَةً سَوْدَاءَ لِيَلُومُوا الْغَادِرَ

ونقل الإخباريون عن عبد الله بن المبارك أنه كان في غزوة فالتقى هو ومجوسي للقتال فدخل وقت الصلاة، فقال للمجوسي: دخل وقت الصلاة عبادتنا ، اصبر علي حتى أصلي، وعاهدني على أن لا تقصدني بمكروه حتى أفرغ من الصلاة، فعاهده على ذلك، ثم توضأ عبد الله بن المبارك وصلى، والمجوسي ينظر ولا يتكلم حفظاً للعهد، فلما فرغ من صلاته التقيا للقتال فلم يقدر أحدهما على الآخر إلى أن جاء وقت غروب الشمس، وعبادة المجوسي هي السجود للشمس وقت طلوعها وغروبها، فقال المجوسي لعبد الله بن المبارك: دخل وقت عبادتنا عاهدني أنت أيضاً كما عاهدتك واصبر على حتى أفرغ من عبادتي ولا تغدر. فعاهده عبد الله بن المبارك على ذلك، فلما سجد للشمس وثب عليه عبد الله بن المبارك بسيفه ليقتله وهو ساجد، فهتف به هاتف: وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم، فرجع فلما فرغ المجوسي قال له: مالك هممت بي ثم رجعت؟ قال: سمعت هاتفاً يقول كذا، فقال المجوسي: نعم الرب ربك يعاتب وليه لأجل عدوه، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.

كل غادر يسعى لإغلاق أبواب الفرج . وكل موف للعهد يستمطر لنفسه وأهله ووطنه رحمة الله وفرجه

يا رب عليك بمن غدر بنا وكان سببا فيما نحن به من بلاء

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــــ

شرح البخاري للسفيري (2/ 65)

صحيح البخاري (8/ 41) صحيح مسلم (3/ 1359)

مصابيح الجامع - للقرشي(7/ 31)

فتح الباري لابن حجر (6/ 284)

========

الأست : الدبر

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق