الثلاثاء، 26 مايو 2020

السلام عليكم عهد تطلقه

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

السلام عليكم عهد تطلقه

والوفاء بالعهد دليل ثقة بالنفس ، وعلامة مروءة ، وصفة للرجولة

فمن يلقي التحية يخاطب الآخر بأنه وماله وعرضه و.. و.. في مأمن منه ، ويُرَد على صاحب التحية بعهد كالذي بزله .

وما أكثر من ينقض العهد اليوم وقد لا يتجاوز الصبر على عليه مدة تنتهي بغياب بُزِل له لينال من عرضه ودينه إثر غيابه .

ويزيد السوء أن يكون من نقضنا له العهد ذا رحم ، ليأتيك التبرير : أنا ‘جري هاي ماي من هاي . لتصبح التحية شكلا من النفاق . ووجهاً للخداع . وتتطور المسألة : ليخدع فيتبرأ من أهله ووطنه . والكل يعلم أن العهد مسؤوليه وصاحب العهد مسؤول قال الله تعالى : .. وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ  إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴿٣٤﴾ سورة الأسراء 

قال أوس بن حجر:

وليس أخوك الدائم العهد بالذي ... يسوءك إن ولّى ويرضيك مقبلا

ولكنّ أخوك النائيّ ما دمت آمنا ... وصاحبك الأدنى إذا الأمر أعضلا

ويستعين من ليس من صفاته أن يصون العهد بأعدائه على أحبابه لينال غايته . وفيما نحن فيه من بلاء صورة من صور نقض العهد أهمها الاستعانة بالعدو لتدمير الصديق فلقد نقضت عهود الوفاء للوطن وللأهل ونسيان لكل أشكال الود ليغدو الود هو المصلحة حتى وإن كانت سببا في هلاك أرفع المقدسات وهو الوطن وأهل الوطن  ومن لطائف ما يروى : أن عاهد بعض الصالحين ربه - عز وجل - أن لا يستغيث بأحد من الخلق إلا به سبحانه وتعالى، فخرج إلى الحج فمر في طريقه على بئر والنوم في عينيه فسقط فيه، ولم يقدر على الخروج منه، فمر بالبئر رجلان فقال أحدهما للآخر: هذا البئر يضر بالمارين فلا نبرح حتى نطمه من طريق الناس، وهو يسمع ما قالاه من أسفل البئر، فأراد أن يستغيث بهما فذكر العهد فسكت فطماه وذهبا، فأرسل الله سبعاً ففتح البئر وناوله يده فرفعه بها فسمع هاتفاً يقول: من التجأ في مهماته إلينا، ولم يتكل على سوانا، وناجاني في الغيب فنجيناه من التلف.

فكيف بمن ولد وعهد للوطن أن نشأ من ترابه وعلى ترابه . أن يكون سببا في خرابه

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــ

المحاسن والأضداد - الجاحظ(ص: 92)

عيون الأخبار – الدينوري (3/ 89)

شرح البخاري للسفيري (2/ 65)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق