الثلاثاء، 26 مايو 2020

يَتِيمَ أَبِي طَالِبٍ مُحَمَّدٌ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

يَتِيمَ أَبِي طَالِبٍ

مُحَمَّدٌ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ

ومن عناد كفار قريش نتعلم كيفية البعد عن الحق حتى وإن تبين لنا أنه الحق

وفي المعرة كانوا يقولون : وترجمة لهذا المعنى : شكارة بالطهارة شخّيْنا باللباس . فالقضية قضية عناد لا أكثر . 

يقال للبعض والله انتم على خطأ فتكون الإجابة : هلخير الجاي من عندك ما بدنا يّاه . استصغاراً واحتقاراً للجهة التي جاءت الحقيقة منها . هكذا فعل بنوا إسرائيل حين بعث الله لهم قال الله تعالى: وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ . سورة البقرة 247.

والقضية مستمرة . رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ الْكُفَّارَ قَالُوا لَمَّا بُعِثَ مُحَمَّدٌ: إِنَّ اللَّهَ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَكُونَ رَسُولُهُ بَشَرًا. وَقَالُوا: مَا وَجَدَ اللَّهُ مَنْ يُرْسِلُهُ إِلَّا يَتِيمَ أَبِي طَالِبٍ، فَنَزَلَتْ:" أَكانَ لِلنَّاسِ" يَعْنِي أَهْلَ مَكَّةَ" عَجَباً" وقيل نَزَلَتْ فِي أَبِي جَهْلٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ طَافَ بِالْبَيْتِ ذَاتَ ليلة ومعه الوليد ابن الْمُغِيرَةِ، فَتَحَدَّثَا فِي شَأْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ إِنَّهُ لَصَادِقٌ! فَقَالَ لَهُ مَهْ! وَمَا دَلَّكَ عَلَى ذَلِكَ!؟ قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ شَمْسٍ، كُنَّا نُسَمِّيهِ فِي صِبَاهُ الصَّادِقَ الْأَمِينَ، فَلَمَّا تَمَّ عَقْلُهُ وَكَمُلَ رُشْدُهُ، نُسَمِّيهِ الْكَذَّابَ الْخَائِنَ!! وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ إِنَّهُ لَصَادِقٌ! قَالَ: فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُصَدِّقَهُ وَتُؤْمِنَ بِهِ؟ قَالَ: تَتَحَدَّثُ عَنِّي بَنَاتُ قُرَيْشٍ أَنِّي قَدِ اتَّبَعْتُ يَتِيمَ أَبِي طَالِبٍ مِنْ أَجْلِ كِسْرَةٍ ، وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى إِنِ اتَّبَعْتُهُ أَبَدًا. فَنَزَلَتْ" وَخَتَمَ عَلَى سمعه وقلبه".

وقد قيل : إن أبا جهل لم يَرَ محمداً رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، ولكنه رأى يتيم أبي طالب. فأبو جهل لم ينظر إلى محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ على أنه رسول؛ لأنه لو نظر إليه بهذا الإدراك لتسللت إليه سكينة الإيمان وهَيبة الخشوع وجلال الورع.

واليوم يرى من تسبب في هذا البلاء أنهم مخطئون وأنهم لو راجعوا أنفسهم لكان الفرج قريباً إلا أن العناد وحب الذات والأنانية تمنعهم من ذلك

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــ

تفسير القرطبي (8/ 306)

تفسير الرازي (9/ 482)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق