الثلاثاء، 26 مايو 2020

كل ينسب الصحة لنفسه ولا سند لديه ؟ وإن تجرأت وراجعته غضب وكأنه يغضب لله لا لنفسه .

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

كل ينسب الصحة لنفسه ولا سند لديه ؟

وإن تجرأت وراجعته غضب وكأنه يغضب لله لا لنفسه .

ومن حكايات أهل الأدب نتعلم

أيام كنا صغاراً كان الآذان مرتبط بإنارة اللمبة الصفراء المتوضعة على قبة سيدة المعرة الجميلة ( مئذنة الجامع الكبير ) فإنارتها إذن لكل مؤذني مساجد المعرة بقول : الله أكبر . وهذا يعني انتهاء صوم يوم أو بدء صوم جديد . وتتقلب الأيام وتزداد دقة ضبط الوقت ومعها معرفة وقت الغروب أو ظهور الفجر ويزداد مع الدقة الخلاف مع الأسف فكل يرفع الأذان وفق ساعته : مسَبَّقة . مقْصرة . ربك أعلم . ومن المفترض أن يقوم المؤذن وعلى الأقل في شهر الصوم بالتأكد من سلامة الوقت في ساعته وهو أمر سهل متيسر .

أما عن الصلاة فأمر يزداد فيه العجب فكل إمام مجتهد وكأنه أبو حنيفة أو الشافعي يحدد وبشكل ذاتي متى تقام الصلاة ؟وكذلك فطول الركعة مرهنون بذاتيته . ويفاجئ الغريب وقد يكون على عجلة من أمره بأن الصلاة قد أفقدته أمراً أضر به.

ومن الطرف التي يرويها أصحاب كتب الأدب قالوا :

قَالَ المتَوَكل لعبادة: رُفع إليّ أَنَّك ضربت إِمَام مَسْجِد، وَإِن لم تأت بِعُذْر أدّبتك. قَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، كنت قد خرجت فِي بعض الْأَيَّام لحَاجَة لي غلسا، فمررت بِمَسْجِد قد أُذّن فِيهِ لصَلَاة الْفجْر، فَقلت: أَقْضِي هَذِه الْعِبَادَة، ثمَّ أتوجه لحاجتي، فَدخلت، فاقام الْمُؤَذّن، ودخلنا فِي الصَّلَاة، فابتدأ الإِمَام فَقَرَأَ الْفَاتِحَة، وافتتح سُورَة الْبَقَرَة، فَقلت: لَعَلَّه يُرِيد أَن يقْرَأ آيَات من هَذِه السُّورَة فَانْتهى إِلَى آخرهَا فِي الرَّكْعَة الأولى، ثمَّ قَامَ إِلَى الثَّانِيَة، فَلم أَشك فِي أَنه يقْرَأ مَعَ الْفَاتِحَة سُورَة الْإِخْلَاص. فَافْتتحَ سُورَة آل عمرَان حَتَّى أتمهَا، ثمَّ أقبل بِوَجْهِهِ على النَّاس، وَقد كَادَت الشَّمْس تطلع. فَقَالَ: أعيدوا صَلَاتكُمْ - رحمكم الله - فَإِنِّي لم أكن على طَهَارَة، فَقُمْت إِلَيْهِ وصفعته. فَضَحِك المتَوَكل من ذَلِك.

نثر الدر في المحاضرات – أبو أسعد الآبي(7/ 166)

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق