الثلاثاء، 26 مايو 2020

الحق لا يخشى الباطل ومن حاطب بن بلتعة رسول ، رسول الله صلى الله عليه وسلم نتعلم

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الحق لا يخشى الباطل

ومن حاطب بن بلتعة رسول ، رسول الله صلى الله عليه وسلم نتعلم

كثر من جعل حياته ستر الحق بالباطل وليته أفلح

والمشكلة حين تتورط في مخاصمة أحمق يصر على أن الحق يقف بجانبه ، والحقيقة أن الحق قد جانبه

تفلسف ولغط لا أكثر ، وحجج واهية قد تنطلي على الجاهل ، إلا أنها تقف وقد قزمت أمام العقلاء .

يستنصر أهل الباطل بأمثالهم ، ويستنصر أهل الحق بالعلم

مقولات أهل الباطل قد تتبدى لها حلاوة . إلا أنها لها غشاوة يزيلها التبصر ، ويهد أركانها حقائق اتسمت بالعلم

قال حاطب بن أبى بلتعة: لما بعثني النبي صلّى الله عليه وسلّم الى المقوقس ملك الإسكندريّة بكتابه، أتيته وأبلغته الرسالة، فضحك ثم قال: كتب إلىّ صاحبك يسألني أن أتّبعه على دينه، فما يمنعه إن كان نبيا أن يدعو الله فيسلّط علىّ البحر فيغرقني فيكتفى مؤنتي، ويأخذ ملكي؟ قلت: ما منع عيسى عليه السلام إذ أخذته اليهود فربطوه في حبل، وحلقوا وسط رأسه، وجعلوا عليه إكليلا من شوك، وحملوا خشبته التي صلبوه عليها على عاتقه، ثم أخرجوه وهو يبكى حتى نصبوه على الخشبة ثم طعنوه حيّا بحربة حتى مات- على زعمكم- فما منعه أن يدعو الله فينجيه ويهلكهم، ويكتفى مؤنتهم

واليوم كثر من يستنصر بالشياطين على أهله ووطنه . وتظهر الشياطين في لباس أهل الصلاح . لينكشف القناع حين تتبدى أقل بقعة من بقع النور تقضي على غشاوات ضللت من إنساق وراء هواه . فهلك وأهلك وطنه وأهله

يا رب أرنا الحق حقا ، وارزقنا اتباعه . وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ورحم الله أبا فراس الحمداني:

إذا كان غير الله للمرء عدّة ... أتته الرّزايا من وجوه المكاسب

ـــــــــــــــــــــــ

زهر الآداب وثمر الألباب (1/ 311)

نهاية الأرب في فنون الأدب (8/ 169)

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق