الثلاثاء، 26 مايو 2020

يوسف العظمة قائد خاض معركته في الصف الأول

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

يوسف العظمة

قائد خاض معركته في الصف الأول

لقد أعاد للذاكرة أولئك القادة الذين يتقون الأسنة بصدورهم دفاعا عن الوطن والأهل والعرض ولد يوسف العظمة في دمشق سنة 1884م، وتعلم في مدارسها، أكمل دراسته العليا في المدرسة الحربية بالأستانة سنة 1906م وتخرج برتبة (يوزباشي) أركان الحرب، وتنقل في الأعمال العسكرية بين دمشق ولبنان والأستانة، وأرسل إلى ألمانيا للتمرن عمليًّا على الفنون العسكرية فمكث سنتين، وعاد إلى الأستانة فعين كاتبًا للمفوضية العثمانية في مصر، وعندما نشبت الحرب العالمية الأولى هرع إلى الأستانة متطوعًا، وعُيِّن رئيسًا لأركان حرب الفرقة العشرين ثم الخامسة والعشرين ثم في غاليسيه النمساوية ثم في رومانيا. ذكر عنه أنه كان يجيد -إضافةً إلى العربية- اللغة التركية والفرنسية والألمانية وبعض الإنجليزية.

عاد إلى الأستانة فرافق أنور باشا (ناظر الحربية العثمانية) في رحلاته إلى الأناضول وسورية والعراق، ثم عُيِّن رئيسًا لأركان حرب الجيش العثماني المرابط في قفقاسية، فرئيسًا لأركان حرب الجيش الأول بالأستانة. ولماّ وضعت الحرب أوزارها عاد إلى دمشق، فاختاره الأمير فيصل مرافقًا له، ثم عينه معتمدًا عربيًّا في بيروت فرئيسًا لأركان الحرب العامة برتبة قائم مقام في سورية، ثم وُلِّي وزارة الحربية سنة 1920م بعد إعلان تمليك فيصل بدمشق، فنظَّم جيشًا وطنيًّا يناهز عدده عشرة آلاف جندي، واستمر إلى أن تلقى الملك فيصل إنذار غورو الشهير الذي كان من بنوده وجوب حل الجيش العربي وتسليم السلطة الفرنسية خط (رياق - حلب)، وقبول تداول ورق النقد الفرنسي السوري، وغير ذلك مما فيه القضاء على استقلال البلاد وقبول الاحتلال، فتردد الملك فيصل ووزارته بين الرضا والإباء، ثم اتفق أكثرهم على التسليم.

فأبرق الملك فيصل إلى الجنرال غورو بالموافقة، وأوعز بحلِّ الجيش، ولكن بينما كان الجيش العربي المرابط على الحدود يتراجع منفضًّا، كان الجيش الفرنسي يتقدم (بأمر من الجنرال غورو)، ولمّا سُئل عن هذا الأمر أجاب: بأن برقية فيصل بالموافقة على بنود الإنذار وصلت إليه بعد أن كانت المدة المتفق عليها (24 ساعة) قد انتهت. وعاد فيصل يستنجد بالوطنيين السوريين لتأليف جيش أهلي يقوم مكان الجيش المنفض في الدفاع عن البلاد، وتسارع شباب دمشق وشيوخها إلى ساحة القتال في ميسلون، وتقدم يوسف العظمة يقود جمهور المتطوعين على غير نظام، وإلى جانبهم عدد يسير من الضباط والجنود، وكان قد جعل على رأس (وادي القرن) في طريق المهاجمين ألغامًا خفية، فلمّا بلغ ميسلون ورأى العدو مقبلاً أمر بإطلاقها فلم تنفجر، فأسرع إليها يبحث عن السر في عدم انفجارها.. فوجد أن أسلاكها قد قُطِّعت، فعلم أن القضاء نُفِّذ، فلم يسعه إلاّ أن ارتقى ذروة ينظر منها إلى دبابات الفرنسيين زاحفة نحوه، وجماهير الوطن من أبناء البلاد بين قتيل وشريد، فعمد إلى بندقيته وهي آخر ما تبقى لديه من قوة، فلم يزل يطلق نيرانها على العدو حتى أصابته قنبلة أردته شهيدًا.

خاض يوسف العظمة هذه المعركة الفاصلة والتي سميت بمعركة "ميسلون"، حيث اندلعت بين قوات من المتطوعين السوريين (3000 مقاتل)، وبين قوات الجيش الفرنسي بقيادة الجنرال ماريانو غوابيه من جهة أخرى (9000 جندي) في عام 1920 في منطقة ميسلون غربي مدينة دمشق، الا انه استشهد فيها. وحسمت نتيجة المعركة بسرعة، اذ قدرت الخسائر بين قوات المتطوعين السوريين بنحو 400 قتيل و1000 جريح، أما عدد قتلى الجيش الفرنسي فهو، حسب الأرقام الفرنسية، 42 قتيل و154 جريح، وذلك نتيجة تزويد الجيش الفرنسي بطائرات ودبابات ومدافع وإمدادت. دُفن العظمة في المكان الذي استُشهد فيه، في مقابر الشهداء بميسلون . ويبقى يوسف العظمة وزير الدفاع الوحيد الذي قاتل في الصفوف الأولى حتى قتل . وقيل أن قتله دبر بمؤامرة حيث قتله قائد فصيل ممن كانوا معه اسمه أبو شاكر الطباع وكان خائنا و هو من قام مع فصيله بإبطال الألغام التي زرعها المجاهدون في طريق تقدم الجيش الفرنسي .

رحم الله يوسف العظمة ورحم شهداء سوريا

ويا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

=========

 

ميسلون وهي منطقة جبلية في جنوب غرب سوريا تقع على المنحدرات الشرقية لسلسلة جبال لبنان الشرقية بنحو 12 كيلومترا إلى الغرب من دمشق ، في محافظة ريف دمشق التي يبلغ ارتفاعها حوالي 1090 متر ،

ودخل الفرنسيون دمشق لخسارة الجيش العربي السوري معركة ميسلون، وحرص قائد الجيوش الفرنسية الجنرال هنري غورو على زيارة قبر القائد الكردي المسلم صلاح الدين الأيوبي الذي أذاق الفرنسيين والصليبيين ألوان الهزيمة في الحروب الصليبية، ووقف أمام ضريحه وقال "ها نحن عدنا يا صلاح الدي

 

 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق