الثلاثاء، 26 مايو 2020

أحزين أنت ؟ أم غضبان؟

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

أحزين أنت ؟ أم غضبان؟

هل شغلنا الغضب عن حالنا وعن واقع يستعيده ؟ ، أم عن الحزن عليه ؟

ترى أنحن في حالة غضب حقيقي ؟ أم في حزن متصنع

واقع نحن سره ونحن من كيَّفه حتى إن أوصلنا لما نحن فيه غضبنا وغمرنا الحزن

والسؤال الذي يطرح نفسه هل الحزن ذا فائدة في حالنا ؟ أم أنه شكل من اليأس عن إزاحة واقع أهلك البلاد والعباد ؟

الغضب انفعال يتسم بالصدق أحياناً وبالكذب في أحيان ٍ كثيرة .

حين نحزن على فقد من نحب فهل نحزن له ، أم نحزن عليه ؟ مات ابن لعمر بن ذر فقال: «أي بنيّ، شغلني الحزن لك، عن الحزن عليك» . فأما الحزن له على ما فرط بنفسه خلال حياته . والحزن عليه لبعده

قال رجل لعبد الملك بن مروان : يا أمير المؤمنين، وكانوا في مجلس يذكرون فيه مقتل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه : فما بلغ من حزنك عليه ؟ قال: شغلني الغضب له ، عن الحزن عليه.

ونحن اليوم غاضبون على واقع كان نتاج أيدنا ويستجدي صانعوا هذا البلاء الخلاص ممن زاد في أواره بغية أن يحرق كل خير في الوطن والأهل .

ومن شأن من يغضب أن ينتج غضبه عن أثراً

أما نحن فنستبقي واقعنا وهو سبب غضبنا ونسأل عن الحل !

والذي حصل عندنا نصر حتى وإن على خطأ كما فعل سيدنا معاوية حين أصرنا على إلحاق زياد بأبي سفيان فدخل مروان بن الحكم عليه فأنشده قول أخيه عبد الرحمن بن الحكم

ألا أبلغ معاوية بن صخر ... فقد ضاقت بما يأتي اليدان

أتغضب أن يقال أبوك عفّ ... وترضى أن يقال أبوك زاني

فأشهد أنّ رحمك من قريش ... كرحم الفيل من ولد الأتان

وأشهد أنها حملت زياداً ... وصخر من سمية غير ماني

ويا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــ

البيان والتبيين - الجاحظ

غرر الخصائص الواضحة، وعرر النقائض الفاضحة - الوطواط


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق