الثلاثاء، 26 مايو 2020

أين جنتكم ؟ ومن أحداث غزوة الخندق إجابة . بين سيدنا علي رضي الله عنه وبين عمرو بن ود

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

أين جنتكم ؟ ومن أحداث غزوة الخندق إجابة . بين سيدنا علي رضي الله عنه وبين عمرو بن ود

أين جنتكم ؟ سؤال حَقٌ أن يسأله كل من أنكر الجنة ، ولم يؤمن بوجود النار

والحق أن حياة الإنسان غالية وأن بزلها لا يكون إلا بثمن . ولا يجدر بالثمن إلا أن يكون مجزيا فهناك من يفرط بها طعما في السمعة والسمعة والشهرة ثمن . وحتى من بزلها دفاعا عن باطل فقد صوِّرْ له الباطل حقاً ليسهل عليه الموت في سبيله عروض تقدم لمن رغم بالموت والشراة كثر إلا أن من خلق جلّ في علاه جعل المقابل حياة لا موت بعدها . إنها الجنة . هذا ولمن خرج في سبيل الله . ولم يكن القتل هدفه بل الحافظ على حياة الناس كل الناس ديدنه .

خَرَجَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ يوم الخندق وقد تجاوزه مع ثلة من فرسان قريش ونَادَى، مَنْ يُبَارِزُ كررها مراراً ، ولم يسمع رداً فَقَالَ فَقَامَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَا لَهَا يَا نَبِيَّ اللهِ. فَقَالَ: إِنَّهُ عَمْرٌو اجْلِسْ، وَنَادَى عَمْرٌو، أَلَا رَجُلٌ وَهُوَ يُؤَنِّبُهُمْ وَيَقُولُ أَيْنَ جَنَّتُكُمُ الَّتِي تَزْعُمُونَ أَنَّهُ مَنْ قُتِلَ مِنْكُمْ دَخَلَهَا. أَفَلَا تُبْرِزُونَ إِلَيَّ رَجُلًا؟ فَقَامَ عَلِيٌّ فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ: اجْلِسْ، ثُمَّ نَادَى الثالثة، فقال:

وَلَقَدْ بُحِحْتُ مِنَ النِّدَاءِ ... بِجَمْعِكُمْ: هَلْ مِنْ مُبَارِزْ

وَوَقَفَتُ إِذْ جَبُنَ الْمُشَجَّعُ ... مَوْقِفَ الْقِرْنِ الْمُنَاجِزْ

وَلِذَاكَ إِنِّي لَمْ أَزَلْ ... مُتَسَرِّعًا قَبْلَ الْهَزَاهِزْ

إِنَّ الشَّجَاعَةَ فِي الْفَتَى ... وَالْجُودَ مِنْ خَيْرِ الْغَرَائِزْ

فَقَامَ عَلِيٌّ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا، فَقَالَ: إِنَّهُ عَمْرٌو. قَالَ: وَإِنْ كَانَ عَمْرًا. فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَشَى إِلَيْهِ. حَتَّى أَتَاهُ وهو يقول:

لا تعجلنّ فقد أتاك ... مُجِيبُ صَوْتِكَ غَيْرُ عَاجِزْ

ذُو نِيَّةٍ وَبَصِيرَةٍ ... وَالصِّدْقُ مَنْجَى كُلِّ فَائِزْ

إِنِّي لأرجو أن أقيم ... عَلَيْكَ نَائِحَةَ الْجَنَائِزْ

مِنْ ضربة نجلاء ... يبقى ذِكْرُهَا عِنْدَ الْهَزَاهِزْ

فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: وَمَنْ أَنْتَ. قَالَ: أَنَا عَلِيٌّ. قَالَ: ابْنُ عَبْدِ مناف فقال: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: غَيْرُكَ يَا بن أَخِي وَمِنْ أَعْمَامِكَ مَنْ هُوَ أَسَنُّ مِنْكَ، فَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أُهَرِيقَ دَمَكَ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : لَكِنِّي وَاللهِ مَا أَكْرَهُ أَنْ أُهَرِيقَ دَمَكَ، فَغَضِبَ، فَنَزَلَ وَسَلَّ سَيْفَهُ كَأَنَّهُ شُعْلَةُ نَارٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ نَحْوَ عَلِيٍّ مُغْضَبًا، وَاسْتَقْبَلَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِدَرَقَتِهِ فَضَرَبَهُ وَعَمْرٌو فِي الدَّرَقَةِ فَقَدَّهَا، وَأَثْبَتَ فِيهَا السَّيْفَ، وَأَصَابَ رَأْسَهُ فَشَجَّهُ، وَضَرَبَهُ عَلِيٌّ عَلَى حَبْلِ الْعَاتِقِ فَسَقَطَ، وَثَارَ الْعَجَاجُ، وَسَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم التَّكْبِيرَ، فَعَرَفَ أَنَّ عَلِيًّا قَدْ قَتَلَهُ . ثُمَّ أَقْبَلَ عَلِيٌّ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- نَحْوَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَجْهُهُ يَتَهَلَّلُ. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : هَلَّا اسْتَلَبْتَهُ دِرْعَهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لِلْعَرَبِ دِرْعٌ خَيْرٌ مِنْهَا. فَقَالَ: ضَرَبْتُهُ فَاتَّقَانِي بِسَوَادِهِ وكشفت سوءته ، فَاسْتَحْيَيْتُ ابْنَ عَمِّي أَنْ أَسْتَلِبَهُ .

زمان أطلق رهبان النصارى صكوكا لشراء مساحة في الجنة فكانت الحروب الصليبية ثمنا لمقعد في الجنة

نعم هو الموت ومن أجل هدف عاجل مهما جل وعظم لا يوازي إزهاق حياة عصفور 

خمس وستون مليونا في الحرب العالمية الثانية ذهبوا لأطماع لا توازي حياة فرد واحد قتل

ويستمر الموت . وأغرب ما في الأمر أن تكون سبباً في قتل أناس هم من أهلك ، وقد تُقْتَلُ أنت . والكل مطلبه الجنة

لقد ربينا أن لا نقتلع شجرة لا بل أن نزرع ولا نقطع فعن أنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إنْ قَامَت السَّاعةُ وَفِي يَد أَحَدِكُم فَسِيلةٌ  فَإنْ استَطاعَ أنْ لَا تَقُومَ حَتى يَغرِسَهَا فَليَغِرسْهَا)

الجنة لمن لم يكن القتل هدفا له بذاته فلقد شرعت الحرب للبقاء ولم تُشرع للإفناء

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــــ

دلائل النبوة للبيهقي (3/ 438)

البداية والنهاية (4/ 120)

الأدب المفرد – الإمام البخاري (ص: 242)

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق