الثلاثاء، 26 مايو 2020

اليقظة قضية مطلوبة ومن سيرة عبد الملك بن مروان نتعلم

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

اليقظة قضية مطلوبة

ومن سيرة عبد الملك بن مروان نتعلم

وقد قالوا اليقظة للعين بمنزلة الوكاء للقربة فإذا نامت العينان استرخى ذلك الوكاء .

كثيرون من يترك الحبل على الغارب كمن ترك ناقته تسير دون عقال لها ويرقد وهو آمن وقد استسلم لقدره وحين تحصل الكارثة في ذلك لقدره لن يفيده الندم . ومان نحن فيه من بلاء في بيوتنا في أهلنا نابع من استبعاد اليقظة .

ومن الناس من يعيش شقياً ... جاهل القلب غافل اليقظة

فإذا كان ذا وفاء ورأي ... حفظ الوقت واتقى الحفظة

إنما الناس راحل ومقيم ... فالذي بان للمقيم عظه

كان عبد الملك بن مروان شديد اليقظة، وكثير التعهد لولاته، فبلغه أن عاملا من عمّاله قبل هدية، فأمر بإشخاصه إليه، فلما دخل عليه قال له: أقبلت هدية منذ وليتك؟ قال له: يا أمير المؤمنين، بلادك عامرة، وخراجك موفور، ورعيتك على أفضل حال! قال: أجب فيما سألتك عنه، أقبلت هدية منذ وليتك؟ قال: نعم. قال: لئن كنت قبلت هدية ولم تعوّض إنك للئيم. ولئن أنلت مهديك لا من مالك أو استكفيته ما لم يكن يستكفاه ، إنك لجائر خائن. ولئن كان مذهبك أن تعوض المهدي إليك من مالك وقبلت ما اتهمك به عند من استكفاك وبسط لسان عائبك، واطمع فيك أهل عملك، إنك لجاهل. وما فيمن أتى أمرا لم يخل فيه من دناءة أو خيانة أو جهل مصطنع! نحّياه عن عمله

ونحن غفلنا وغفلنا حتى حلّ البلاء وهات حلّْ

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــ

البيان والتبيين (3/ 303)

عقلاء المجانين لابن حبيب النيسابوري (ص: 63)

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق