الاثنين، 25 مايو 2020

ونجى الله المعرة من الطاعون

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

ونجى الله المعرة من الطاعون

وشيء من تاريخ المعرة

إذا حل قضاء الله في أرض فلا منجى من قضاء الله إلا إليه . وليس للمرء من خيار إلا أن يستقبل قضاء الله إلا بالرضا لما قضاه وَرَحِمَ اللَّهُ الِإمَامُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حيث قال :

دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ       وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ

فلا مهرب من قضاء الله وما كان مصيبك فلن يخطئك . وَرَحِمَ اللَّهُ الِإمَامُ الشَّافِعِيِّ حيث قال :

وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ وَلَكِن .. إِذا نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَضاءُ

سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة حل الطاعون بأرض الشام قادما من الشرق عبر الهند قادما من الصين ووصل حتى المغرب العربي بعد أن اشتدت وطأته في مصر وكان له شأن في الجزائر . وهو سادس طاعون عرفته المنطقة . وكانت وطأته شديدة على البلاد والعباد حتى قال ابن الوردي شاعر المعرة ووجيهها : لَقَد كثرت فِيهَا أرزاق الجنائزية فَلَا رزقوا، وعاشوا بِهَذَا الْمَوْسِم وعرقوا من الْحمل، فَلَا عاشوا وَلَا عرقوا، فهم يلهون ويلعبون، ويتقاعدون على الزبون. ترك بصمة على مدن بلاد الشام كلها وكثر الموت في دمشق وحماة وحمص وحلب .حتى أن ابن الوردي طعن في حلب وتوفي رحمه الله بسبب الطاعون

أعوذ بِاللَّه رَبِّي من شَرّ طاعون النّسَب ... باروده المستعلي قد طَار فِي الأقطار

دولاب دهاشاته ساعي لصارخ مارثي ... وَلَا فدا بذخيره فتاشه الطبار

يدْخل إِلَى الدَّار يحلف مَا أخرج إِلَّا بِأَهْلِهَا ... معي كتاب القَاضِي بِكُل من فِي الدَّار

ويشاء الله أن تنجو المعرة وينجو أهلها من خطر أحاط بها . يقول ابن الوردي رحمه الله :

رأى المعرةَ عيناً زانَها حَوَرٌ  ..  لكنَّ حاجبَها بالجوْرِ مقرونُ

ماذا الذي يصنعُ الطاعونُ في بلدٍ .. في كلِّ يومٍ لهُ بالظلمِ طاعونُ

وأقول أنا يا رب يا من نجى المعرة من بلاء اسمه الطاعون . ارفع البلاء بكل صوره وأشكاله عنّا

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــــــــ

تاريخ ابن الوردي (2/ 338)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق