الثلاثاء، 26 مايو 2020

وأحيطكم علماً ومن سيرة سلفنا نتعلم ، بين أبي جعفر المنصور وسفيان الثوري رحمهما الله

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

وأحيطكم علماً

ومن سيرة سلفنا نتعلم ، بين أبي جعفر المنصور وسفيان الثوري رحمهما الله

ومما أذكر أن أحد الناس في المعرة كان قائد لقائد سيارة أحد المسؤولين . فكان يقدم نفسه على أنه سائق ذلك المسؤول . وتراه في جلسته وحين يتحدث وكأنه أعلى رتبة من المسؤول نفسه .

ربما أحدنا أو أحد معارفنا حدث عن نفسه فقال : والله فلان شاهدني في الطريق ، فسلم علي وسألني عن حالي ، وهذا الفلان لا يزيد قيمة عن كعتولة برجل دجاجة . ويزهو بما حدث معه . فكيف بمن سلم على رأس الدولة .

أناس أعرفهم غفر الله لهم ورحمهم كان يقول أحدهم : أنا والله ممن سلم على الرئيس جمال عبد الناصر حين زار المعرة

لقي أبو جعفر سفيان الثوري في الطواف، وسفيان لا يعرفه، فضرب بيده على عاتقه وقال: أتعرفني؟ قال: لا، ولكنك قبضت علي قبضة جبار، قال: عظني أبا عبد الله. قال: وما عملت فيم عملت فأعظك فيما جهلت؟ قال: فما يمنعك أن تأتينا؟ قال: إن الله نهى عنكم فقال تعالى: ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار . فمسح أبو جعفر يده به ثم التفت إلى أصحابه فقال: ألقينا الحَبَّ إلى العلماء فلقطوا ، إلا ما كان من سفيان فإنه أعيانا فرارا.

واليوم كثر من يتمسح بذيل من يزعم أنه صاحب رياسة . يعتز بالسير حتى في ظله

وأتعس ما في الأمر السعادة والافتخار بذل ذليل

وما أجمل قول عنترة العبسي :

لا تَسقِني ماءَ الحَياةِ بِذِلَّةٍ .. بَل فَاِسقِني بِالعِزِّ كَأسَ الحَنظَلِ

ماءُ الحَياةِ بِذِلَّةٍ كَجَهَنَّمٍ .. وَجَهَنَّمٌ بِالعِزِّ أَطيَبُ مَنزِلِ

الوطن عزيز غالٍ أذل الله من كان سببا في السعي لتسلط من يذله ولن يفلح بإذن

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــ

العقد الفريد (3/ 109)

===

الكعتولة : ما يعلق في رجل الدجاجة من روث ويسقط عند الحركة

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق