الأربعاء، 12 فبراير 2020

لقيط بن يعمر كاتب كسرى وفي المعرة يقولون الضفر ما بيطلع من اللحم ، والدم ما بصير مية


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
لقيط بن يعمر كاتب كسرى
وفي المعرة يقولون الضفر ما بيطلع من اللحم ، والدم ما بصير مية
مشاهد في الحياة لابد أننا عاينّاها ، ولربما حدثت معنا ، وتتعلق بالخلاف بين الأهل فقسم من يرعى صلة الرحم فلا يرد على الإساءة بمثلها مقولته : وماذا أفعل فهو أخي ، أو من قرابتي ، أو جار لي ، هو ابن بلدي . وهذا ما يحجبني عن الرد . وآخرون تتحول دماؤهم عند الخلاف إلى ماء مزج بلؤم ، لا تعنيهم صلة الرحم ، ولا الجوار ، ولا كونهم أولاد بلد واحد أجسادهم كانت نتاج ترابه . لا يرعون إلاً ولا ذمة في الدماء الواحدة التي تجري في عروقهم .  والغريب أنك تراهم في غاية الجبن مظهرين الود في حال خلاف مع أعدائهم
لقيط بن يعمر الإيادي، عربي كان كاتبا في ديوان كسرى، وصل إلى ذلك لحسن سيرته ، وإجادته اللغة الفارسية وللعلم فقد كانت مكة وما حولها تجمع ولد نزار فكثرت أياد فضاقت بهم، فخرجوا الى الارياف حتى نزلت بين الحيرة والبحرين على عهد بنى أسد، وكان من سبب توجيه الفرس جيش لتأديبهم وفي زمن سابور ذي الاكتاف أنهم أفسدوا وأصابوا الطريق وأغاروا على السواد، وسابور بالجبل كان يتصيف هناك، وقبل : بل وثب فارسي على امرأة منهم فنكحها، فوثب أخوها واسمه- أحمد- فنكح أخت الفارسي، فغضب سابور فجمع لهم . نمى الخبر إلى لقيط أن كسرى قد أزمع على محاربة إياد لغضبه عليهم، وأنه سيرسل جيشا كثيفا، فلم يغتر لقيط بما وصل إليه ولم يقل : فخار يطربش بعضو . بل أرسل إليهم بقصيدته العينية المشهورة ينذرهم بذلك ويحضهم على الإعداد للحرب. قالوا إن رسول لقيط وقع في يدى كسرى فقطع لسانه وغزا إيادا  . وكان مما أرسل إليهم
سلام في الصّحيفة من لقيط ... إلى من بالجزيرة من إياد
بأن الليث كسرى قد أتاكم ... فلا يحبسكم سوق النّقاد
يا قوم لا تأمنوا إن كنتم غيرا ... على نسائكم كسرى وما جمعا
هو الجلاء الذي تبقى مذلّته ... إن طار طائركم يوما وإن وقعا
هو الفناء الذي يجتثّ أصلكم ... فمن رأى مثل ذا رأيا ومن سمعا
فقلّدوا أمركم للّه درّكم ... رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا
قوموا قياماً على أمشاط أرجلكم ... ثم افزعوا، قد ينال الأمر من فزعا
هذا كتابي إليكم والنذير لكم ... لمن رأى الرأي بالإبرام قد نصعا
وقد بذلت لكم نصحي بلا دخل ... فاستيقظوا إنّ خير العلم ما نفعا
ونحن متى نصحو لنميز العدو من الصديق ؟
متى نصحو لندرك أن تراب سوريا غال دون حد ، ومن ترابها نبتت أجسادنا
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــ
الأغاني – أبو الفرج الأصفهاني  (22/ 509)
الأوائل للعسكري (ص: 95)
أمالي ابن الشجري (المقدمة/ 196)
التذكرة الحمدونية (5/ 200)
===============
هو لقيط بن يعمر. شاعر جاهليّ قديم مقلّ، ليس يعرف له شعر غير هذه القصيدة وقطع من الشعر لطاف متفرقة.
غزو كسرى لإياد
سابور : محرفة شاه بور أي ملك البلدة أو البلاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق