الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

أم الكملة : فَاطِمَة بنت الخرشب الأنمارية


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
أم الكملة : فَاطِمَة بنت الخرشب الأنمارية
تخيل أن أمك سئلت عنك ، ولا بد أن تسأل ، إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة
لا أسألكم وأسأل نفسي عن حب أمهاتنا لنا ، بل السؤال عن علاقتنا بأمهاتنا
ولك أن تتوقع الإجابة : مرضي ، أم عاق ؟
مطمورة الرضا ملئ  ؟ أم أن مطمورة السخط والغضب هي كنزك عند أمك ؟!
كثيرون من يتبجح بجمال قوله : أمي . ومن الناس من يُدلِّعُ أمه بقوله : ويستعيض عن لفظ أمي بـ ( الحجي ) وليته قالة الحاجة فلفظ الحجي فيها مهانة وذلة .
حجت فَاطِمَة بنت الخرشب الأنمارية أم الكملة؛ الرّبيع وَعمارَة وَقيس وَأنس، وَكَانَت حجتها هَذِه فِي الْجَاهِلِيَّة، فَقَالَ لَهَا رجل من أهل مَكَّة: من أشرف ولدك؟ قَالَت: الرّبيع. لَا بل عمَارَة. لَا بل قيس. لَا بل أنس. ثكلتهم إِن كنت أَدْرِي أَيهمْ أسوِّدْ.
وكان الربيع يقال له: الكامل، وقيس يقال له: الجواد، و الوقاعة ، ولأنس يقال له: أنس الطَّوِيل والحفاظ، ولعمارة دالق وَإِنَّمَا قيل لَهُ ذَلِك أَنه كَانَ يدلق الْخَيل فِي كل وَجه وكان عمارة آلى على نفسه ألاّ يسمع صوت أسير ينادى في الليل/إلا افتكّه، وفيه يقول المسيّب ابن عامر .
جزى الله عنّى والجزاء بكفّه … عمارة عبس نضرة وسلاما
كسيف الفرند العضب أخلص صقله … تراوحه أيدى الرّجال قياما
إذا ما ملمّات الأمور غشينه … تفرّجن عنه أصلتيّا حساما
وَفِي فاطمة يَقُول الشَّاعِر:
بَنو جنية ولدت سيوفاً ... صوارم كلهَا ذكر صَنِيع
ولعل رضى الأم أحدهم أهم دواعي رفع البلاء . في وقت نحن بأمس الحاجة إلى ذلك
يا رب اجعلنا راضين مرضيين
ارفع البلاء عن الشام وأهل الشام
ــــــــــــــــ
نثر الدر في المحاضرات  - الآبي (4/ 72)
أمالي ابن الشجري (1/ 23)

الوَقاعَةِ : الأرض التي لا ينشف ماؤها من القاع
الخرشب : السمين الطويل
الفرند : الأثر الباقي على السيف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق