الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

الأرض تعطي 700 ضعف


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الأرض تعطي 700 ضعف
ومن سيدنا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  تعلم
العطا عطا الله : هكذا يقولون عندنا في المعرة للتدليل على أن الله هو المعطي بحق ، فلا يمن بعطائه حتى على من عصاه ، وهو كريم لمن أطاعه قادر على أن يضاعف المكافئة لتبلغ حدا يفوق تصور عقل البشر .
أقول فإن كانت الأرض المخلوقة لله قادرة على أن تعطي مقابل غرس الحبة فيها أضعافا قد تصل لسبعمائة ضعف قال الله تعالى في سورة البقرة : ( .. كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ .. ) فكيف بنا إذا كان الله هو المعطي وهو القادر ولا عائق يمنعه جل جلاله
في حين أننا وحتى مع نيتنا الصادقة في العطاء ، قد يحال بيننا وبين ما سنقوم به . قدم نمرض وقد يحدث لنا ما لا ليس بحسبان فنمنع من تنفيذ ما أردنا . وقد .. وقد ...
وفي حياتنا قد تنوي الأم مكافأة ابنها ، والمعلم مكافأة تلميذه ، والرئيس مكافأة مرؤوسه . وهنا تتدخل القدرة على الفعل وتتدخل معها مجموعة من الانفعالات التي تؤثر في حجم العطاء ونوعه .فمن كُلِف بتوزيع الصدقة على الناس وهي للعلم ليست من ماله . تجده يقحم عواطف الحب والكره في عمله .
هدا منحبو فنسرع في عطائه . وهدا أخو فلان مشو . وهدا أخو علان لا تعطوه .وهذا منكره ، فترانا نبدع في الحيل لمنع العطاء عنه . وننسى أننا نحن نعصي ربنا ويعطينا
قال الله تعالى : وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ  وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿٢٢﴾وَهَذِهِ الْآيَةُ نَزَلَتْ فِي الصدِّيق، حِينَ حَلَفَ أَلَّا يَنْفَعَ مِسْطَح بْنَ أُثَاثَةَ بِنَافِعَةٍ بَعْدَمَا قَالَ فِي عَائِشَةَ مَا قَالَ، في قصة الإفك، وَهُوَ وَ كَانَ ابْنَ خَالَةِ الصَّدِيقِ، وَكَانَ مِسْكِينًا لَا مَالَ لَهُ إِلَّا مَا يُنْفِقُ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَقَدْ وَلَق وَلْقَة ( الطعن الكاذب في الناس ) وتَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْهَا، وضُرب الْحَدَّ عَلَيْهَا. وَكَانَ الصَّدِّيقُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مَعْرُوفًا بِالْمَعْرُوفِ، لَهُ الْفَضْلُ وَالْأَيَادِي عَلَى الْأَقَارِبِ وَالْأَجَانِبِ. فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ إِلَى قَوْلِهِ: {أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} أَيْ: فَإِنَّ الْجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ، فَكَمَا تَغْفِرُ عَنِ الْمُذْنِبِ إِلَيْكَ نَغْفِرُ لَكَ، وَكَمَا تَصْفَحُ نَصْفَحُ عَنْكَ. فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ الصَّدِّيقُ: بَلَى، وَاللَّهِ إِنَّا نُحِبُّ -يَا رَبَّنَا -أَنْ تَغْفِرَ لَنَا. ثُمَّ رَجَع إِلَى مِسْطَحٍ مَا كَانَ يَصِلُهُ مِنَ النَّفَقَةِ، وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَنْزَعُهَا مِنْهُ أَبَدًا
ـــــــــــــــــــــــ
تفسير الإمام ابن كثير (6/ 31)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق