الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

حبّ السّمع والطاعة


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
حبّ السّمع والطاعة
قالوا : إن هلاك الناس منذ كانوا إلى أن تأتي الساعة مقترن بحبّ الأمر والنّهي، وحبّ السّمع والطاعة.
وقد قيل إن هلاك الأمم فيما سلف كان بحب الرياسة
فلذة الأمر والنهي تبدأ من البيت وتلاحظ بين الشلة لأطفال المدرسة . وهكذا ، وكلنا سمع بشيخ الكار قديما ونقيب العمال حديثا . ومن بلغ الرياسة تمسك بها وتمنى دوامها . فزوالها مسبب لبارح الألم ، ولا بد أن تزول . ورحم الله شاعر المعرة عمر بن الوردي حيث قال :
لا توازى لذَّةُ الحكمِ بما ... ذاقَها المرءُ إذا المرْ انعزلْ
والولاياتُ وإنْ طابتْ لمَنْ ... ذاقَها فالسمُّ في ذاكَ العسلْ
وللعلم أن هذا الداء سار حتى بين العلماء فالرياسة مطلب لا غنى عنه ورحم الله القائل :
حبّ الرياسة فَتَّ أعضاد الورى ... وأذاق طعمَ الــــــــذُلّ للكُبَراء
والقائل : حبُّ الرياسة داءٌ لا دواء له ... وقلَّما تجد الراضين بالقسم
قال الخليفة المنصور للرّبيع: يا ربيع، ما أطيب الدّنيا لولا الموت! فقال الرّبيع: يا أمير المؤمنين، ما طابت الدّنيا إلاّ بالموت. قال: وكيف ذلك؟ قال: لولا الموت لم تقعد في هذا الموضع الذي أنت فيه. قال: صدقت.
في سبيل الزعامة استدعى شاور الفرنجة لمحاربة صلاح الدين في مصر ولنفس السبب قاتل بعض زعامات أهل الشام في صفوف التتر يوم معركة حطين
وكثيرا ما كان حب الزعامة سببا في دمار الأوطان وخرابها
يا رب فرج عن الشام وأهل الشام
ــــــــــــــــــ
ومن طلب الرياسة صبر على السياسة،
العقد الفريد (2/ 258)
الرسائل للجاحظ (1/ 340)
أنس المسجون وراحة المحزون – البحتري الحلبي (ص: 82)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق