الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

أعطانا كل ما عنده


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
أعطانا كل ما عنده
أقول : لا بد من الرحيل إما عن هذا الدنيا وربما بتبدل الإقامة
وعلى الرغم من ألم البعد ، فلا بد من سؤال يطرق مسامعنا
ما الذي تركه الراحلون ؟
ولا تقل لي لقد ترك الألم ، لأقل لك إن الزمن كفيل بالتخفيف منه ومن ثم زواله .
معلم نقل إلى مدرسة أخرى ليترك إحساس ألم أو راحة عند تلامذته ليقال : كان لا يبخل علينا بعلم . أو الحمد خلصنا منو
أبٌ غادر الدنيا ليقال بعد رحيله : ما الذي ترك ؟ ويعدد أحد الورثة أو أحد معارفه ما خلف من أموال
إلا أن أحد أبنائه أو محبيه انطلق يذكر الحاضرين بقوله : لقد رحل رحمه الله وقد أعطانا كل شيء ورحل لا يحمل أي شيء معه . فلقد رحل خاويا .
منحنا حنان قلبه
كان همه أن لا نعاب بشيء ، وما استطاع من خير فعله
كان كابحا لنفسه ولمن أحب عن فعل ما يسيء
كان كريما حتى بأفكاره فلم يبخل على أحد بنصح
سيرة حسنة ستبقى سنة لنا نقتفي أثرها
لا تستغربوا فلقد استوحى ذلك من سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام
عّنْ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ، قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ ...
ونحن ما هي تركتنا ؟
بماذا سيذكرنا الناس ؟
بالصدق أم بالكذب أم .. ؟!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق