الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

ما يبقى ، وما يفنى


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ما يبقى ، وما يفنى
ومن حاتم الطائي ، وأحمد بن أبي داؤد ، وسعد الله الجابري ، وشحود القنْو المعري .نتعلم
وفي المعرة عندنا يقولون : عمْيل وكَتّر . للتدليل على أنه لم يبق من فعل مؤذ لا يؤثر عنهم .
هناك من الفعال ما يفنيها الدهر ، وهناك أفعال تبقى ما بقي الدهر
نذكر حاتم الطائي ونتحدث عن كرمه وننسى من أوصل ذكره إلينا وهم أضياف حاتم نالوا منه ما يفنى وهو الطعام. ووهبوه ما يبقى وهو صيت الكرم فنحن لا ندري من هم وما هي أسماؤهم إلا أنهم حفظوا لحاتم ذكره .
أحمد بن أبي داؤد كان سببا في موت مليون إنسان في بغداد لم يحفظ التاريخ لنا أسماؤهم لقد ماتوا وخلدوا ذكر اسمه بسوء الفعل .
شحود القِنُو غفر الله له من معرة النعمان ابتلي بالسرقة وكان ذكر اسمه يرهب الأقوياء ، كان لا يسرق فقيرا . خلدته كلمة أطلقتها امرأة فتاب ، كان زوج المرأة غائبا وكان شحود قد نزل ليسرق فقرصت المرأة ابنها فبكى فخاطبته قائلة : سكوت هلق بيسمعك خالك . فأجابها لقد تبت على يديك يا أختاه .
في قاعة مغلقة سأل المحقق الفرنسي إبراهيم هنانوا رحمه الله من الذي دفعك لمحاربة الجيش الفرنسي فأجابه : الشعب العربي السوري . سأله المحقق وهل لديك تفويض منه ( يريد المحقق تفويضا ورقيا موقعا) فصمت . وصمت الناس في القاعة . إلا أن شابا عربيا حلبيا شق الصمت في القاعة ولم يزد عمره عن الثامنة عشرة حينها . قذف للقاضي ببطاقته الشخصية قائلا : أيها القاضي نعم أنا فوضته . ومن ثم انهالت على القاضي بطاقات السوريين في القاعة
واليوم وفي هذا البلاء
سيحفظ الدهر أسماء من كان حصنا لوطنه
ولن ينسى الدهر ذكر من أساء
ويا رب فرّج عن الشام وأهل الشام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق