الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

أدب العتاب ومن قصة سيدنا يوسف عليه السلام نتعلم


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
أدب العتاب
ومن قصة سيدنا يوسف عليه السلام نتعلم
قالوا : إن كثرة العتاب سبب للقطيعة ومنا من يجعل من العتاب شكلاً من الذل لمن جاء وقد أحوجه الدهر للاعتذار إليه.
يقول الشيخ متولي الشعراوي رحمه الله في خواطره عن اللقاء الذي تم بين سيدنا يوسف عليه السلام وأخوته . قال الله تعالى : فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) يقول الشعراوي : انظر إلى ما فعلته الترقيقات التي قالوها ( أي هذا التلطف في الطلب) ؛ حينها نظر إليهم يوسف عليه السلام وتبسم، ولما تبسَّم ظهرت ثناياه، وهي ثنايا مميزة عن ثنايا جميع مَنْ رأوه. ويعرف بها وكان من أجمل الثنايا قال سيدنا يوسف عليه السلام ( قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ ﴿٨٩﴾)
ومجيء هذا القول في صيغة السؤال؛ يدفعهم إلى التأمل والتدقيق؛ لمعرفة شخصية المُتحدِّث. ثم يأتي التلطُّف الجميل منه حين يضيف: {مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ} [يوسف: 89] .وفي هذا القول ما يلتمس لهم به العُذْر بالجهل، إليهم بعِزَّة الكبرياء، وغرور المكانة التي وصل إليها، وهدفه أن يخفف عَنهم صَدْمة المفاجأة، فذكر لهم أنهم فعلوا ذلك أيام جهلهم. وهذا مثلما يكون أحدهم قد أخطأ في حقِّك قديماً بسلوك غير مقبول، ولكن الأيام أزالتْ مرارتك من سلوكه، فتُذكِّره بما فعله قديماً وأنت تقول له: إن فعلك هذا قد صدر منك أيام طَيْشك، لكنك الآن قد وصلت إلى درجة التعقُّل وفَهْم الأمور.
وقول يوسف عليه السلام لهم هذا الأمر بهذه الصيغة من التلطُّف، إنما يعبر أيضاً عن تأثُّره بشكواهم، ثم تبسُّمه لهم، وظهور ثناياه دفعهم إلى تذكُّره، ودار بينهم وبينه الحوار الذي جاء في الآية التالية: {قالوا أَءِنَّكَ لأَنتَ يُوسُفُ ... } .
ورحمه الله عبد الله بن همام السلولي حيث قال :
اعاتب اقوامي وابقى عليهم ... ولست لهم عند العتاب بقاطع
واغفر من قومي لمن زل زلة ... اذا ما اتاها مكرها غير طائع
ــــــــــ
تفسير الشعراوي
تعليق من أمالي ابن دريد (ص: 174)

قال كُثَيّر عزة
وَمَن لا يُغَمِّض عَينَه عَن صَديقِهِ ... وَعَن بَعضِ ما فيهِ يَمُت وَهوَ عَاتِبُ
وَمَن يَتَتَبَّع جاهِداً كُلَّ عَثرَةٍ ... يَجِدها وَلا يَسلَم له الَّدهرَ صَاحِبُ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق