الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

اللَّمَمَ شيء من الخلل لا يضير


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
اللَّمَمَ
شيء من الخلل لا يضير
ومن ديننا ومن عقلاء الناس نتعلم
فربما كان المقصود صغائر الذنوب
وربما خلل قد نلحظه عند العباقرة من الناس
وفي المعنى الأول أقول : أن لا عصمة إلا لمن عصمه الله تعالى ، وربما وقع المرء فيما هو محظور وقد يتكرر ذلك إلا أن الله عفو كريم . وليس القصد بالمحظور الكبائر بل هو اللمم . وأصل اللمم: الميل إلى الشيء وصلته من غير مداومة. قال الله تعالى : ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ  إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ .. )سورة النجم  32 . واللمم هو  الذَّنب الذي ليس من الكبائر
أما في المعنى الثاني فقد يفسر بشيء من الجنون ولعل ما سأورد من تفسير لتلك الحالة ما نقل عن برتراندرسل الفيلسوف البريطاني وقد اجتمع عنده فريق من المفكرين والأدباء وهو في اللحظات الأخيرة من حياته ودار الحديث عن الإجابة عن سؤال هو هل العبقرية ضرب من الجنون ؟ واحتدم النقاش و( رسل ) صامت لم يشترك بها وفي النهاية كان الاجماع على أن العبقري لا يمكن أن يكون مجنونا أو مصاب بخلل .
وحين بدأ المجتمعون بالاستعداد للانصراف : ما لبثوا أن عادوا إلى أماكنهم حين سمعوا ( رسل ) يناديهم قائلا مهلا يا سادة . وهل لي أن أسألكم ما الذي يضير العبقري إذا كان مجنونا أو مصابا بخلل طالما أن هذا الرأس الذي أنتج إنتاجا فذا ؟
هل فكرتم في المحارة التي تغوصون وراءها في قاع البحر ؟ هل تعلمون أنها لا بد أن تصاب بخلل لكي تنتج اللؤلؤة ؟.
أنا شخصيا كنت أتمنى أن أصاب بالجنون لكي أهتدي إلى وسيلة ، يمكن أن تنقذ البشرية من الهلاك الذي يتهددها
وأتساءل أنا عن عبقري يكون سببا في رفع البلاء عنّا
يا رب فرج الشام وأهل الشام
ـــــــــــ
إكمال المعلم بفوائد مسلم (8/ 145)
العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني (2/ 527)
مجلة العربي الكويتية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق