الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

العلاج ومن الطفيليين نتعلم


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
العلاج
ومن الطفيليين نتعلم
في المعرة يقولون : كل شي بوقتو حلو . فإن تأخر فقد من حلاوته أو حلاوته ومن أمثال الشعوب : إذا تأخر العلاج إلى الغد فلن يجدي في شفاء مرض اليوم . فمتى تفاقم الداء، وتفاوت العلاج، استعصى المرض وحينها قد يصل الأمر بمن يعالج إلى الجراحة لاستئصال الداء .
نهمل في تربية أولادنا ولا نأبه للظواهر العارضة ، وقد تكون علامة انحراف يسهل تقويمها ليتفاقم الأمر ويقع الأولاد وربما وقعنا معه في ورطة يصعب الخروج منها .
كثيرا منا يتخذ من التوعد والوعيد وسيلة لتقويم الخطأ . دون أن يتحول الوعيد إلى حقيقة ، ليصبح الوعد والوعيد لغوا لا قيمة له .
أمراض اجتماعية منها أفكار هدامة زُرعت بيننا ، وأخرى سلوكيات عبناها دون أن يكون لنا تأثير في كبحها ، فكانت سببا في بلاء أفقدنا واقعا بتنا نحلم بعودته .
القومية دخلت كمبدأ يجمعنا فكانت سبب في تفرقنا
الزي الذي يعاب على أبناء وبناتنا كنا سببا في تكريسه                                        
مفردات لغوية قادتنا للهلاك ونحن من ألبسها ثوبا لا يفيد معناها
نقول ابن البلد ( ولا حنطة جلب ) ونُجِلُّ الغريب ونأتمر بأمره
نحن في ورطة لن ينقذنا الطفيليون منها بل العلماء . لقد أنقذ علم ابن خلدون وثلة من العلماء معه ، ومن الهلاك المحقق بين يدي تيمور لنك . وكاد الجهل أن يجر الهلاك على طفيلي كان عنوان الحياة لديه مكسب يناله
ونظر رجل من الطفيليين إلى قوم من الزنادقة يسار بهم إلى القتل بأمر الخليفة المأمون: فرأى لهم هيئة حسنة وثيابا نقية، فظنهم يدعون إلى وليمة، فتلطف حتى دخل في لفيفهم وصار واحدا منهم، فلما بلغ صاحب الشرطة قال: أصلحك الله، لست والله منهم، وإنما أنا طفيلي ظننتهم يدعون إلى صنيع فدخلت في جملتهم! فقال: ليس هذا ما ينجيك مني، اضربوا عنقه! فقال: أصلحك الله، إن كنت ولا بدّ فاعلا فأمر السياف ان يضرب بطني بالسيف، فإنه هو الذي ورّطني هذه الورطة! فضحك صاحب الشرطة، وكشف عنه، فأخبروه أنه طفيلي معروف، فخلّى سبيله.
ــــــــــــــــــ
الرسائل للجاحظ (4/ 169)
زهر الآداب وثمر الألباب – أبو اسحاق الحصري(4/ 932)
العقد الفريد (7/ 236)
نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - أحمد بن محمد المقري التلمساني (2/ 521)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق