الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

ذمتو واسعة


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ذمتو واسعة
أي لا عهد له ولا ميثاق ولا أمانة
ويقولون : فلان لا ذمة ولا دين . ويقولون أيضا : فلان صاحب ذمة دلالة على أمانته
ومن البلاء كثرة إخفار الذمم . ترى وجوههم بشوشة وكلماتهم معسولة بقلوب مليئة بالحقد
تعقب لعورات الناس حتى إن أمكنهم رؤية ما يسيء غدا لهم عندك ذمة تخشى من استغلالها ليساء إليك بها
وهذا حال من لا يخشى الله تعالى
ومن الناس من تقاس ذمته بما في الدنيا من إغراءات . يكذب والمقابل المنصب أو المال ، ويضرب مأجورا مقابل المال . وقد يقتل مقابل المال
ذمم تذوب أمام الذهب والفضة . ولكل ذمة سعر
وإخفار الذمة ظلم ، فهي اعتداء على حقوق الآخرين عند من لا ذمة له . وهو بنفس الوقت اعتداء على النفس بتجاوزها على حقوق غيرها .
لقد رفع الإسلام من شأن العهود وذم من لا عهد له ولا ذمة فعن أنس بن سيرين، قال: سمعت جندب بن عبد الله، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فيدركه فيكبه في نار جهنم» أي أَن من صلى الْفجْر فقد أَخذ من الله ذماما فَلَا يَنْبَغِي لأحد أَن يُؤْذِيه بظُلْم، فَمن ظلمه فَإِن الله يُطَالِبهُ بِذِمَّتِهِ.
كما أن أصدق بيت قالته العرب هو بيت أنس بن زنيم رضي الله عنه :
فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبرّ وأوفى ذمّة من محمّد
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ولعل إخفار الذمم سر من أسرار البلاء الذي نحن فيه
يا رب فرج عن سورية وأهل سوريا
ــــــــــــــ
صبح الأعشى في صناعة الإنشاء (2/ 264)
الصحيحين – ابن الجوزي(2/ 49)
صحيح مسلم (1/ 454)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق