الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

ليس لأحد حق بالكلام دون أحد


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ليس لأحد حق بالكلام دون أحد
وفي المعرة عندنا يقول : الحكي ما عليه كمرك . أي ليس عليه ضريبة تدفع
ويقولون : الحكي ما حقوا مصاري . أي هو مجاني – إلا أننا في زمن عدنا ندفع قيمة الكلمة وحسب عدد الحروف المؤلفة لها عبر الهاتف
المشكلة ليست في الكلمة التي ننطقها ، إلا أنها في الثوب الذي ألبسناه إياها . نحن ننهي تقديم الرسالة التي نكتبها بقولنا : أما بعد . ولها معناها . ثم جاء مصطفى صادق الرافعي رحمه الله تعالى بعبارة : أما قبل . ولها معناها دلالتها أيضاً .
عنترة العبسي بدأ قصيدته بـ هل غادر الشعراء من متردم . وكلامه يدل على أنه يعد نفسه محدثاً لما سيأتي به من معنى ، فقد أدرك الشعر عنترة بعد أن فرغ الناس منه ولم يتركوا له شيئاً للقول ، فأتى في هذه القصيدة بما لم يسبقه إليه متقدم من  معنى . ونحن ألبسنا كثيراً من الكلمات معان لا تؤدي معناها
فيا ( زلمي ) ونقصد بها يا رجل . ومعناها يا لئيم
يا حجي بدلا من قولنا يا حاج أو يا حاجّة . والحجي هو المشرف على راقصات النور . والراقصة حجية
ربي ( يخليك ) ونقصد بها يحفظك ويديمك . والمعنى ربي يبعدك
وعرصا : والمعنى ما فيه شرف . والأصل هو الرجل الحريص النشيط
لنشتق ما نشاء من المعاني على أن نحسن إلباسها المعنى ذي الدلالة الصحيحة
وليس هناك داع للخوف فالكلمات لن تنفد قال سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه: لولا أنّ الكلام يعاد لنفد.
وقال بعضهم: كلّ شيء ثنيته قصر إلّا الكلام فإنّك إذا ثنيته طال. على أنّ المعاني مشتركة بين العقلاء، فربما وقع المعنى الجيّد للعامي من الناس أو صاحب الأدب منهم ، وإنما يتفاضل الناس في الألفاظ ورصفها وتأليفها ونظمها .
وربما كان فاحش الكلام سببا في دوام البلاء
لنحسن اللفظ عسا الله أن يكشف عنا ما نحن فيه
يا رب فرج عن الشام وأهل الشام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق