الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

الكذب لتقويم السلوك


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الكذب لتقويم السلوك
لا والتبرير حين تسأل موجود : أشو عليه للعبرة
ومن قصة الخنساء رضي الله عنها والتي لا سند لها واستشهاد أبنائها الأربعة نتعلم
ولنا أن نعجب من أناس يتذمرون حين من قولك : يا أخي هذه قصة لم تثبت أو إنها قصة مكذوبة . والبعض يبرر سردها بالعبرة من أحداثها . ومن الثابت أن الكذب وجه من وجوه الظلم
أبيات شعر ، وحتى نعطيها زخماً ننسبها للإمام الشافعي رحمه الله . فكلمة الشافعي تجعل المتلقي يستقبل ما يسمع وقد فتح قلبه وعقله لشعر الشافعي . ونكون نحن قد كذبنا على لسان الإمام الشافعي رحمه الله وظلمنا قائل الأبيات
الخنساء وهي تماضر بنت عمرو بن الشريد بن ثعلبة الشاعرة المشهورة . قَدِمَتْ على النبي صلى الله عليه وسلم مع قومها من بني سليم فأسلمت معهم وأجمع أهل العلم بالشعر أنه لم يكن امرأة قط قبلها ولا بعدها أشعر منها
ومن كتب عن الخنساء وقتل أولادها الأربعة يستند إلى وصيتها لهم وهي ( إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين ، وإنكم لبنو أب واحد وأم واحدة ..إلى آخر الوصية ...
وهذه الوصية لامرأة نخعية والخنساء فعن الشعبي، قال: كانت امرأة من النخع لها بنون أربعة شهدوا القادسية، فقالت لبنيها: إنكم اسلمتم فلم تبدلوا، وهاجرتم فلم تثوبوا، ولم تنب بكم البلاد، ولم تقحمكم السنة، ثم جئتم بأمكم عجوز كبيرة فوضعتموها بين يدي أهل فارس، والشاهد والله إنكم لبنو رجل واحد، والمعروف أن للخنساء ثلاثة أبناء ذكور وبنت واحدة من زوجها مرداس ، وابن واحد من زوجها رواحة ، واسم هذا الابن عبد الله وكنيته أبو شجرة ،  سليم بن عبد العزى بن عبيد السّلميّ وهو مشهور عند أهل التاريخ ، وكان ممن ارتد ثم ألم في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وذكروا أن عمر رضي الله عنه نهره لشعر قاله ، فهرب منه ولم يقربه حتى مات عمر سنة ( 23هـ ) بينما القادسية كانت في سنة ( 14 أو 15هـ ) على خلاف بين المؤرخين وتتابع النخعية قولها كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، انطلقوا فاشهدوا أول القتال وآخره فأقبلوا يشتدون، فلما غابوا عنها رفعت يديها إلى السماء، وهي تقول: اللهم ادفع عن بني! فرجعوا إليها، وقد أحسنوا القتال، ما كُلِمَ منهم رجل كَلْمًا، فرأيتهم بعد ذلك يأخذون ألفين ألفين من العطاء، ثم يأتون أمهم، فيلقونه في حجرها، فترده عليهم وتقسمه فيهم على ما يصلحهم ويرضيهم.
ومما يذكر أن الخنساء لم تكن في وقت القادسية عجوز كبيرة . كما أن الحافظ ابن حجر رحمه الله ذكر في ترجمة الخنساء ، قصتها مع أولادها الأربعة وذكر الوصية ، فقال : عن الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن المخزومي وهو المعروف بابن زَبَالة ، فقال : وهو أحد المتروكين
.ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاستيعاب في معرفة الأصحاب (4/ 1827)
أسد الغابة – ابن الأثير (7/ 89)
تاريخ الطبري (3/ 544)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق