الثلاثاء، 19 يوليو 2016

من الطبع حب ما ينفع وكره ما يضر

صبيحة مباركة
إخوتي أخواتي
وأقول : من الطبع حب ما ينفع وكره ما يضر
فحب المنفعة قد يسوقنا للاستزادة في كل ما وجدنا نفعه ، فطلب العلو دافع للغلو فيه حتى نصل في ذلك إلى أعلا درجات الأنانية حبا في ظاهر المنفعة حتى نحيد عن الحق
مشهد جميل تستلذ به العين قد يبعدنا عن فعل أجمل : ونبدأ بالتسويف : بعد شوية نفعل وشو بيصير
وطلب العز الظاهر – مكانة ، مال – قد يجعلنا نقف مع حزب الشيطان ننصره
وكذلك الأمر فيما نكره : أي في دفع الضرر عنا
فإن تركنا أنفسنا على هواها – وهو كثير اليوم -  تتحول الشجاعة لجبن خشية الموت
وكأن الزمن وراء كل طبع يصبغ الناس حتى يطمس ما نقل إليهم بالوراثة
نقل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: الناس بأزمانهم أشبه منهم بآبائهم.
وأخير الشهوة الآنية قد تكون رأساً في كل خطيئة
ليصبح مبدؤنا كل ما نشتهي نافع ، وكل ما نكره ضار
ورحم الله أبو العتاهية حيث قال
فَإِذا دَعَتكَ إِلى الخَطيئةِ شَهوَةٌ * فَاِجعَل لِطَرفِكَ في السَماءِ سَبيلا
-----
-         الرسائل السياسية – الجاحظ (ص: 10)
-         عيون الأخبار (2/ 3)
-         بهجة المجالس وأنس المجالس (ص: 140)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق