الأحد، 24 يوليو 2016

من صور القضاة في تاريخنا

من صور القضاة في تاريخنا
والصورة في أيامنا أبشع وأشنع
وأقول أقسم أبو جعفر المنصور، على الإمام الأعظم أبا حنيفة بأن يتولى القضاء ، وما ذلك إلا حرصاً منه على إقامة العدل
رد أبو حنيفة رحمه الله بيمن على أمير المؤمنين بأن لا يتولاه ، فقيل له أتحلف على يمنا على يمين أمير المؤمنين ، فأجاب قادر على أداء الكفارة ، وأنا لست بقادر ، لقد أعفي أبو حنيفة ، واشترط عليه أن يختار بديلا عنه فاختار
ذكرت القصة لأقول إن اختيار المنصور أبا حنيفة للقضاء لم يكن منح منصب بل لصفات توفرت به وغابت عن غير
ثم تبدلت الأمور حتى وصل الحال إلى شراء منصب القاضي بالمال
في سنة إحدى ومائتين هجرية ولي الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة أبو عبد الله العوفي ، من أهل الكوفة، ولي ببغداد قضاء الشرقية بعد حفص بن غياث
حَدَّثَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ: وحدثني بعض أصحابنا قال: جاءت امرأة إلى العوفي ، ومعها صبي ورجل
فقالت: هذا زوجي، وهذا ابني منه
فقال لَهُ: هذه امرأتك؟ قال: نعم
قَالَ: وهذا الولد منك؟
قَالَ: أصلح اللَّه القاضي، أنا خصي
قَالَ: فألزمه الولد فأخذ الصبي فوضعه على رقبته وانصرف، فاستقبله صديق له خصي والصبي/ على عنقه
فَقَالَ: من هذا الصبي؟ فَقَالَ: القاضي ، يفرق أولاد الزنا عَلَى النَّاسَ . توفي العوفي في هذه السنة.
--------
- المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (10/ 101)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق