الجمعة، 8 يوليو 2016

القرابة والقربى

صبيحة مباركة
إخوتي أخواتي
القربى أو القرابة تنساق لمعان عديدة ويتجه الحديث هنا لصلة الرحم
فقد نقل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كتب إلى أبي موسى الأشعري: أن مر ذوي القرابات أن يتزاوروا ولا يتجاوروا.
وجور ذوي مر أمرُ من جور أي إمرء آخر
أن تظلم أمك أخت أخاك أو أن يقع الظلم عليك
في كل الأحوال للرحم عظم عند خالقها
وقاطع الرحم أقل خسارة يحققها قل البركة وقصر العمر
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ: «لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ»
أي يسقيهم الرماد الحار. سفهم من السفوف. كذا ضبطنا هذا الحرف عن شيوخنا، وفي بعض نسخ مسلم القديمة: " كأنما يسقيهم الماء "، وهو خطأ وتصحيف لا معنى له. والمل : التراب المحمي الذى يدفن فيه الخبز وهو المل أيضًا. وقيل: المل : الجمر.
وقوله: " ولا يزال معك ظهير من الله عليهم ": أي معين وكاف لأذاهم.
وقوله: " وأحلم عنهم ويجهلون ": أي يسبونني . والجهل: القبح من القول في مثل هذا.
ورحم الله القائل :
وَإِنَّ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي أَبِي ... وَبَيْنَ بَنِي عَمِّي لِمُخْتَلِفٌ جِدًّا
إِذَا أَكَلُوا لَحْمِي وَفَّرْتُ لُحُومَهُمْ ... وَإِنْ هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لَهُمْ مَجْدًا
وَإِنْ ضَيَّعُوا غَيْبِي حَفِظْتُ غُيُوبَهُمْ ... وَإِنْ هُمْ هَوُوا غَيِّي هَوِيتُ لَهُمْ رُشْدَا
-----------
- الأمثال لابن سلام (ص: 148)
-  صحيح مسلم (4/ 1982)
- الأدب المفرد مخرجا – للبخاري (ص: 32)
- إكمال المعلم بفوائد مسلم – السبتي (8/ 22)
- مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح – الهروي (7/ 3087)
- دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين – البكري الصديقي(3/ 152)
ويجوز أن تكون الجمل المضارعية معطوفة على أقرانها وهو الأقرب، ويحتمل أن تكون في محل الحال على تقدير مبتدأ محذوف: أي وهم يقطعوني لأن الواو الحالية لا يجوز دخولها على الجملة المضارعة المثبتة الخالية من قد إلا ضرورة 0
------------
لولا أياصر قربى لست تحفظها ... ورهبة الله فيمن لا يعاديني
إذاً بريتك برياً لا انجبار له ... إني رأيتك لا تنفك تبريني
إن الذي يقبض الدنيا ويبسطها ... إن كان أغناك عني سوف يغنيني
الله يعلمني والله يعلمكم ... والله يجزيكم عني ويجزيني
ماذا علي وإن كنتم ذوي رحمي ... أن لا أحبكم إذ لم تحبوني
لو تشربون دمي لم يرو شاربكم ... ولا دماؤكم جمعاً ترويني
المفضليات - الضبي (ص: 162)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق