الأحد، 24 يوليو 2016

لا يزال الناس بخير ما تعجبوا من العجب

صبيحة مباركة
إخوتي أخواتي
وقد نقل عن المغيرة بن شعبة قوله : لا يزال الناس بخير ما تعجبوا من العجب
لذا أدعوكم لتعجبوا فلقد َحَكَى الْأَصْمَعِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنَّ أَعْرَابِيًّا صَلَّى فَأَطَالَ وَإِلَى جَانِبِهِ قَوْمٌ فَقَالُوا: مَا أَحْسَنَ صَلَاتَك، فَقَالَ: وَأَنَا مَعَ ذَلِكَ صَائِمٌ:
صَلَّى فَأَعْجَبَنِي وَصَامَ فَرَابَنِي ... نَحِّ الْقَلُوصَ عَنْ الْمُصَلِّي الصَّائِمِ
الاعجاب أصبح سمة للكلُ ، الكل عالم ، والقلة متعلم
بضغطة زر يمكنك أن تصل لبغيتك – هذا في ظنك – من خلال حاسوبك أو هاتفك
وربما غرنا إبليس يوسوس لنا قائلا : وما حاجتك لكتاب تدرسه أو معلم يغرس فيك أصول البحث
لذا غدونا نشتهي مصادفة من يقف عند حدود ما يعلم ، أو حدود قدراته
دعيت مرة للمركز الثقافي بالمعرة
اللافتة كانت تقول : الشعراء الشباب
قعدت أنتظر
قدّم مدير المركز الثقافي رحمه الله الندوة - وكانت المفاجأة - أنه من تولى تقديم الشعراء ، وكان معلما – أعرفه كما أعرف نفسي - ويكتب الشعر ، ولكنه للأمانة ومن حيث الثقافة لا تتجاوز معرفته الكتاب المدرسي
بدأ بالتقديم لشاعرين شابين ومن ثم دعاهما للمنصة
وأعود للعجب أحدهما طالب في الصف الأول الثانوي والثاني في الثاني الثانوي والاثنان ، كانوا طلابي في نفس العام
وأعود للعجب أنهما كانوا من جملة الطلاب الذين ينتظرون قرار مجلس المدرسين لإضافة خمسة درجات في مادة اللغة العربية فلربما نجحوا
لم أتمالك نفسي
قمت من مقعدي ، وهمست في أذن المعلم الشاعر الذي كان للتو قد بدأ في الحديث عن شاعريتهم ، وقلت وهما يسمعان
الاثنان ممن رسب في مادة العربية ، لا بل في معظم المواد الدرسية : قال مشيا أستاذ
قلت لا بل أنا من الذي يمشي
----------
-         البيان والتبيين (2/ 56)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق