الثلاثاء، 19 يوليو 2016

من قصص الأدب وحكاية أبيات يعرفها كثر لما أناخوا قبيل الصبح عيرهم

من قصص الأدب
وحكاية أبيات
يعرفها كثر
لما أناخوا قبيل الصبح عيرهم
قال المبرد: خرجت ومعي أصحاب لي نحو الرقة، فإذا نحن بدير كبير، فأقبل إلي بعض أصحابي فقال : مل بنا إلى هذا الدير لننظر من فيه، ونحمد الله سبحانه وتعالى على ما رزقنا من السلامة، فلما دخلنا الدير رأينا مجانين مغللين  ، وهم في نهاية القذارة وإذا بينهم شاب عليه بقية ثياب ناعمة، فلما بصر بنا قَالَ: من أين أنتم يا فتيان حياكم الله؟ فقلنا: من العراق، فقال: يا بأبي العراق وأهلها! باللَّه أنشدوني- أو أنشدكم- فقال المبرد: والله إن الشعر من هذا لظريف، فقلنا: أنشدنا، فأنشأ أبياتا:
أعجب المبرد بها وقَالَ  والله إن هذا لظريف، باللَّه زدنا، فأنشأ يقول:
لما أناخوا قبيل الصبح عيرهم ... ورحلوها فثارت بالهوى الابل
وأبرزت من خلال السجف ناظرها ... ترنو إلى ودمع العين منهمل
يا راحل العيس عجل كي أودعهم ... يا راحل العيس في ترحالك الأجل
إنى على العهد لم أنقض مودتهم... فليت شعري لطول العهد ما فعلوا
قَالَ المبرد فقال رجل من البغضاء الذين معى: ماتوا! قَالَ: إذن فأموت؟
فقال له: إن شئت فمت فتمطى واستند إلى السارية التي كان مشدودا فيها ومات، فما برحنا حتى دفناه.
-----

المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (12/ 391)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق