أقمار إلا أنها بحالة بدر تام ودائم
كانوا ولا زالوا
أسماؤهم إشعار لكل خير
ومن معاني الاعجاز التي امتازوا بها أنهم مستمرون
في الحياة
تستمر ملائكة الرحمن في ملء سجلاتهم حتى يرث الله
الأرض بالحسنات
رحلوا بقدر الله واستمروا قدوة أعلاما لكل الخلق
سيدنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه احد تلك
الأقمار
لن أحدثكم مترجماً حياته في الإسلام أو قبل أن
أسلم ، وأنه أحد عشرة الذين شكلوا أمة بذاتهم وأولدوا أمة بسلوكهم
بل دفعني لذلك دعوة نالها من رسول الله صلى الله
عليه وسلم كم نحن بحاجة إليها
ولعله من المستحسن التذكير بشذرات تعريفية من
حياته رضي الله عنه
آخى صلى الله عليه وسلم النبي بينه وبين سعد بن
الربيع رضي الله عنهما وكان أكثر الأنصار مالاً
لم يتعامل معه سيدنا سعد رضي الله عنه كلاجئ أو
وافد
فلقد أثبت القرآن الكريم حقيقة تلك الأخوة التي
أجراها النبي صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى : وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ
وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ
فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ
كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
﴿٩﴾ سورة الحشر
أغراه سيدنا سعد رضي الله عنهما في عروض لا تقاوم
، قدمها له من خلال حب عجيب
أقاسمك في مالي وحتى أن يطلق إحدى زوجتيه ويزوجه
بها
فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله
عنه : بَارَكَ اللَّهُ لك في أهلك ومالك. دلوني على السوق. فدلوه على السوق فاشترى
وباع فربح
فلقد كان رضي الله عنه يستدين الجمل ويبيعه بسعره
ويربح العقال ويجمع عقالا إلى عقال حتى امتلك ثمن جمل واشترى وباع حتى غدا له صرمة
من الإبل ثُمَّ لَبِثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ فَجَاءَ وَعَلَيْهِ رَدْعٌ
من زعفران. [فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَهْيَمْ؟
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً.
قَالَ: فَمَا أَصْدَقْتَهَا؟ قَالَ: وَزْنُ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ.
قَالَ: أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ:
فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَلَوْ رَفَعْتُ حَجَرًا رَجَوْتُ أَنْ أُصِيبَ تَحْتَهُ ذَهَبًا
أَوْ فِضَّةً]
ومما أدرك من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فعَن عُمَر
بن أبي سَلَمَة ، عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وَسَلَّم:
تصدقوا فإني أريد أن أبعث بعثا قال فجاء عَبد الرحمن بن عوف فقال يا رَسولَ اللهِ عندي
أربعة آلاف ألفان أقرضهما ربي وألفان لعيالي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيه وَسَلَّم: بارك الله لك فيما أعطيت وبارك لك فيما أمسكت
الطبقات الكبرى (3/ 93) ابن سعد
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (5/ 33) ابن
الجوزي
مسند البزار = البحر الزخار (15/ 234)
-
كان اسمه رضي الله
عنه عبد عمرو
-
مَهْيَمْ : يَمَانِية
مَعْنَاهَا: مَا أَمرك أَو مَا هَذَا الَّذِي أرى بك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق