السبت، 23 نوفمبر 2019

صور من تاريخنا زياد بن عبيد أو إن شئت زياد بن أبيه أو زياد بن أبي سفيان


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ابن الحب
وصور من تاريخنا
هي التسمية التي أطلقها شيخ فقهاء سوريا وأدباءها الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله عليه .
هو زياد بن عبيد أو إن شئت زياد بن أبيه أو زياد بن أبي سفيان
وكان زياد بن أبيه انما يعرف بزياد بن عبيد، وعبيد هذا مملوكا لرجل من ثقيف، في الطائف والطائف ذات مزارع ونخل وأعناب وموز وسائر الفواكه وبها مياه جارية وأودية . وأهل الطائف ثقيف وحمير وقوم من قريش، وهي واقعة على ظهر جبل غزوان . تزوج عبيد سمية، الرومية الصغيرة السن البارعة الجمال ، وكانت سمية للحارث بن كلده، كان قد أجبرها على البغاء قبل أن يعتقها فالتقت بأبي سفيان بالطائف وحملت منه به . وولد زياد بعد أن عتقت أمه حرا لا عبداَ وذلك عام الهجرة النبوية الشريفة ، وقد سئل أبي سفيان عن خوفه من رد نسبه إليه فقال : خشية من عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى رد نسبه معاوية رضي الله عنه وكان زياد يكنى بأبي المغيرة وَهُوَ أَخُو أَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ الصَّحَابِيِّ لأُمِّهِ رضي الله عنه . تولى زياد البصرة في عمر بن الخطاب رضي الله عنه وولاه علي بن أبي طالب في خلافته بلاد فارس ولم يقف مع معاوية في خلافه مع علي ولم يحضر معركة صفين ثم أمنه معاوية بعد مقتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه
فسار الى معاوية، وترقت به الأمور الى ان ادعاه معاوية، وزعم للناس انه ابن ابى سفيان، وشهد له ابو مريم السلولي ان أبا سفيان وقع على سمية بعد ما كان الحارث أعتقها، وشهد رجل من بنى المصطلق، أبا سفيان كان يقول: ان زيادا من نطفة أقرها في رحم أمه سميه، فتم ادعاؤه اياه. وَوَلِيَ الْبَصْرَةَ لِمُعَاوِيَةَ حِينَ ادَّعَاهُ، وَضَمَّ إِلَيْهِ الْكُوفَةَ، فَكَانَ يَشْتُو بِالْبَصْرَةِ، وَيُصَيِّفُ بِالْكُوفَةِ. فلما وافاها أي البصرة قصد المسجد الجامع، فصعد المنبر، فحمد الله واثنى عليه، ثم قال: انه قد كانت بيني وبين قوم احقاد، وقد جعلتها تحت قدمي، ولست أؤاخذ أحدا وكتب زياد للمغيرة وكتب لابن عباس رضي الله عنهما .
وروى أيضاً أن زياد بن أبيه بعث إلى أبي الأسود، وقال له: يا أبا الأسود، إن هذه الحمراء قد كثرت وأفسدت من ألسن العرب، فلو وضعت شيئاً يصلح به الناس كلامهم، ويعرب كتاب الله تعالى! فأبى أبا الأسود، وكره إجابة زياد إلى ما سأل، فوجه زياد رجلاً وقال له: اقعد على طريق أبي الأسود؛ فإذا مر بك فاقرأ شيئاً من القرآن، وتعمّد اللحن فيه. فقعد الرجل على طريق أبي الأسود، فلما مر به رفع صوته فقرأ:] أن الله بريء من المشركين ورسوله [بالجر، فاستعظم أبو الأسود ذلك، وقال: عز وجه الله أن يبرأ من رسوله! ورجع من حاله، إلى زياد، وقال: يا هذا، قد أجبتك إلى ما سألت .وهو أول من صك النقود وكتب لفظ الله . وَكَانَ مِنْ نُبَلاَءِ الرِّجَالِ رَأْياً وَعَقْلاً، وَحَزْماً وَدَهَاءً وَفِطْنَةً, كَانَ يُضْرَب بِهِ المَثَلُ فِي النُّبْلِ وَالسُّؤْدُدِ.
قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَخْطَبَ مِنْ زِيَادٍ. وَقَالَ قَبِيْصَةُ بنُ جَابِرٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَخْصَبَ نَادِياً، وَلاَ أَكْرَمَ جَلِيْساً، وَلاَ أَشْبَهَ سَرِيرَةً بِعَلاَنِيَةٍ مِنْ زِيَادٍ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطُّ خَيْراً مِنْ زِيَادٍ. قَالَ أَبُو الشَّعْثَاءِ: كَانَ زِيَادٌ أَفْتَكَ مِنَ الحجَّاج لِمَنْ يُخَالِفُ هَوَاهُ.
ـــــــــــــــ
الطبقات الكبرى – ابن سعد (7/ 99)
تاريخ دمشق لابن عساكر (19/ 165)
نزهة الألباء في طبقات الأدباء - الأنباري(ص: 20)
الأخبار الطوال (ص: 219)
سير أعلام النبلاء - الذهبي (4/ 475)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق