السبت، 23 نوفمبر 2019

حين نقول ما لا نعتقد


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
حين نقول ما لا نعتقد
وما أكثر من يقول وهو يعلم أنه كاذب مخادع
ويدهش المخادع حين يرى أن الناس التفت حوله تناصره وتصدقه  
علما بأن أصحاب المروءة لا مخالفة عندهم  بين القول والفعل . ورحم الله ابْنُ حَبِيْبٍ حيث قال:
إِنَّ ذَا الفَضْلِ والمرُوْءَةِ لَا يَقْـ ... ـــبَلُ قَوْلًا يُخَالِفُ القَوْلُ فِعْلَا
صحيح أن سائر الناس إنما يقصدون بقولهم وفعلهم الإصابة والبعد عن الخطأ، ولهذا فلا ترى أحداً إلا وهو يحرص أن يصدق في قوله، وأن يصيب الحق اعتقاده وفعله، حتى إن الكاذب إنما يكذب ليصدق على كذبه، فطلب الصدق قصده، ونيله بغيته، والمبطل إنما يقصد الحق فيخطئ في الوصول إليه، وطلب الحق قصده، وإن كان من المموهين على الناس، فإنما يزخرف لهم باطله حتى يقيمه مقام الحق الذي يقبل ويعمل به، وكفى بهذا فضيلة للحق والصدق .
ولكن هيهات هيهات أن ينتصر الكذب ليسود ، وأن تطفأ جذوة الحق لتموت .
قد يخادع المرء أهله ليظهر عليه الصلاح ، وهو يتلقى دروس الإفساد من إبليس
عاملون في حلقة التربية وخطباء وسياسيون ، يروّجون ما لا يعتقدون .
أصحاب المصالح ، والباعة : ترويج للسيئ وإخفاء للصالح
ويبقى سيد المخادعين إبليس حين يظهر الحق ويخذل الباطل وينكشف الخداع
يقول الله تعالى على لسان إبليس : وَقَالَ ٱلشَّيْطَـٰنُ لَمَّا قُضِىَ ٱلْأَمْرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَـٰنٍ إِلَّآ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِى فَلَا تَلُومُونِى وَلُومُوٓا أَنفُسَكُم  مَّآ أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُم بِمُصْرِخِىَّ إِنِّى كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٢٢﴾سورة إبراهيم
يعني مين قلكم تصدقونا وتمشو ورانا
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــــــــــــــ
الدر الفريد وبيت القصيد - المستعصمي(4/ 482)
البرهان في وجوه البيان – ابن وهب الكاتب(ص: 217)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق