الجمعة، 8 نوفمبر 2019

مُقَدّر ومكتوب


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
مُقَدّر ومكتوب
وما أكثر ما نسمعها لتبرير العجز الذي ألفناه وتعايشنا معه . كعجز الثعلب عن الوصول لعنقود العنب . ومما لا شك فيه أننا إن علمنا أنه القدر حقاً فحينها يكون الحرص باطل . ولكن ما الذي أطلعنا على الغيب في معركة مؤتة قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «أمير الناس زيد بن حارثة، فإن قتل فجعفر بن أبي طالب، فإن قتل فعبد الله بن رواحة، فإن قتل فليرتض المسلمون منهم رجلا فليجعلوه عليهم . حينها فهم القادة الثلاثة أنهم مقتولين وكذلك فهم الصحابة رضوان الله عليهم . ترى فهل منعتهم مقولة رسول الله صلّى الله عليه وسلم عن الإقدام وهولا ينطق إلا بحق ؟.
ونقل عن بزرجمهر قوله : إذا لم يحالفك القدر كان السر في ذلك من جهة الاجتهاد والطلب. ورحم الله القائل :
هي المقادير فلمني أو فذر ... إن كنت أخطأت فما أخطأ القدر
ونقل عن بعض الحكماء: أن اليقين بالقدر لا يمنع العاقل من التوقي. ولكن التوقي فرض والطلب واجب والقدر غالب. وما أقرب ما قال من قول النبي صلى الله عليه وسلم: اعلموا فكل ميسر لما خلق له.
فسدد وقارب في أمورك واجتهد ... فهل لك في ترك المحجة عاذر
ولا تلزم المقدر ذنبك كله ... فأنت ولي الذنب ليس المقدر
فلو كان للمقدر في الذنب شركة ... لكان له حظ من الإثم وافر
وما زالنا نبرر الفشل بالقدر
ينتظر البعض من القدر الخير ، وأي خير . أهو الخير الذي يروم به أعداؤنا وهو الهلاك
ونقف وقوف العاجز الذي ينتظر الصدقة وهي في الأصل مما يملك ويقدر لتأتيه منة سواه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الآمل والمأمول – الجاحظ (ص: 4 )
الأدب المفرد – الإمام البخاري (ص: 311)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق