الجمعة، 1 نوفمبر 2019

أنفق ما في الجيب يأتي ما في الغيب


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
أنفق ما في الجيب يأتي ما في الغيب
مقولة نتداولها ، وكم أضرت بنا
ففيها معنى التسويف كالذي ترشده إلى خطأ فيجيب : ليوم الله بيفرجا الله
ترى ما الضمانة أن نعيش لنرزق ؟! أو أن نعيش لنتوب ؟! أو أن نعيش لنصلح ما أفسدنا ؟! منا من أفسد بسوء سلوكه الأهل والوطن . وبكرة منصلحا .طيب يا أخي لِم أفسدت ؟ وبعدها ما تنتظر ؟ !
صحيح أن الله كفل الرزق لكل من خلق حتى من كفر منهم . قال الله تعالى : ( ... قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿١٢٦﴾ سورة البقرة .هي ليست دعوة للإقتار على النفس أو الأهل . بل من المندوب له أن يوسع المرء على عياله . قال بزرجمهر : إذا أقبلت عليك الدنيا فأنفق ، فإنها لا تفنى ، وإذا أدبرت عنك فأنفق فإنها لا تبقى.
أخذه بعضهم فقال:
لا تبخلنّ بدنيا وهي مقبلة ... فليس ينقصها التّبذير والسّرف
وإن تولّت فأحرى أن تجود بها ... فالحمد منها إذا ما أدبرت خلف
ولكن الاسراف في كل أمر منبوذ . قال أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إني لأبغض أهل بيت ينفقون رزق أيام في يوم واحد .
لا تبعدوا النظر فلربما كان الاسراف في حياتنا ، سر من أسرار ما نحن فيه من بلاء
ـــــــــــــــ
محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء – الراغب الأصفهاني (1/ 579)
عيون الأخبار - الدينوري (3/ 201)
العقد الفريد (1/ 191)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق