الجمعة، 8 نوفمبر 2019

صبر ما عنا وبدنا إيّاها على السريع


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
صبر ما عنا
وبدنا إيّاها على السريع
ومقشرا كمان جاهزة ، بقى لسى بدنا نقشرا ونعذب حالنا
ولو أن الأمر على هذه الصورة ، وأننا خلقنا حتى أننا لا نحتاج للبحث عن سر الخلق لنصل بالعلم إلى الخالق ، ونفوز بالعلم إلى معرفته فنعبده حق العبادة .
الكثيرون منا ومع كل أسف ، كما قال الجدلي :
يقولون لي صبرا فقلت: لطالما ... صبرت ولكن لا أرى الصّبر ينفع
والرجل منا يتمنى إذا لم تكن له قوة وهو يجد العجز، فيقول: «لو كان في العصا سير» . قال حبيب بن أوس:
ما لك من همة وعزم ... لو أنه في عصاك سير
قصة الحياة ليست كذلك ، فمهما جَمُلتْ الحياة فلا بد من مرارة الموت ، ومهما طاب اللقاء فلا بد من ألم الفراق . إلا أن التمايز بين من يعلم وبين من جهل ، ولذلك قالوا كيف لا يستحلي الرجل مرارةً قليلةً تعقبها حلاوةٌ طويلةٌ؟ وكيف لا تمر عليه حلاوةٌ قليلةٌ تعقبها مرارةٌ دائمةٌ؟ هب لو أن رجلاً عرض عليه أن يعيش مائة سنةٍ، لا يأتي عليه يومٌ واحدٌ إلا بضع منه بضعةٌ؛ ثم أعيد عليه من الغد؛ غير أنه يشرط له، أنه إذا استوفى السنين المائة، نجا من كل ألم وأذى، وصار إلى الأمن والسرور، كان حقيقاً ألا يرى تلك السنين شيئاً.
إلا أن أمنياتنا كثيرا ما تتعارض وسنن الكون ، والمهمة التي وِجدنا لأجلها ، ونحن نتجاوز حدود ما نعلم إلى ما لا نعلم فيحل علينا البلاء . فلا يكاد أحدنا يرفع قدمه من مصيبة إلا ووضعها في مصيبة أشد . لقد زعمواً أن قرداً رأى نجاراً يشق خشبة بين وتدين، وهو راكب عليها؛ فأعجبه ذلك. ثم إن النجار ذهب لبعض شأنه. فقام القرد؛ وتكلف ما ليس من شغله، فركب الخشبة، وجعل ظهره قبل الوتد، ووجهه قبل الخشبة؛ فتدلى ذنبه في الشق، ونزع الوتد فلزم الشق عليه فخر مغشياً عليه. فكان ما لقي من النجار من الضرب أشد
معرفة الحق أدنى سبل النجاة
نحن أمة بناء ، ولسنا أمة تدمير
أمة تجمع وتدوس بأقدامها دعاة الفُرقة
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــ
البيان والتبيين (3/ 45)
كليلة ودمنة (ص: 83)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق