الجمعة، 1 نوفمبر 2019

نتورع عن الحقير ، ونفعل ما يضير ومن عجل اليهود : بَهْمُوت نتعلم


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
نتورع عن الحقير ، ونفعل ما يضير
ومن عجل اليهود : بَهْمُوت نتعلم
تسبح أبصارنا في ما لا يضر نرقب الطرقات . هذا فلان وهذه فلانة . ويقودنا النظر كي نُغرق ألسنتنا في أعراضنا فيمن شاهدنا و تمتد أيدينا وبفتوى كيّفناها نحن نحلل هذا وتحرم ذاك ، نحن في عجلة من أمرنا دائما . يا أخي رزق وساقه الله إليك : إي بتتركو يفلت من إيدك .
ويدخل الكثيرون منا بيوتهم بما حرم عليهم ، وقد غلفت قلوبهم عياذا بالله بأكنة لا ترشدهم إلى خير
المهم هات ، والله غفور رحيم
وأخطر ما في الأمر الاعتقاد بأن ما حرم الله ، بأنه هو الذي أحله وأمر به
نبرر لأنفسنا عقوق والدينا ، إيذاء جوارنا ، خراب أوطاننا
عاد سيد موسى عليه السلام بعد موعده مع ربه وقد تسلم التوراة كتاب الله تعالى حَزِينًا عَلَى مَا صَنَعَ قَوْمُهُ مِنْ بَعْدِهِ. فلقد استعجلوا فقَرَّعَهُمْ سيدنا موسى : قال الله تعالى {مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا} فبرروا ذلك بأنه لم يَكن عَنْ قُدْرَتِنَا وَاخْتِيَارِنَا.
ثُمَّ شَرَعُوا يَعْتَذِرُونَ بِالْعُذْرِ الْبَارِدِ، يُخْبِرُونَهُ عَنْ تَوَرُّعِهِمْ عَمَّا كَانَ بِأَيْدِيهِمْ مِنْ حُلي الْقِبْطِ الَّذِي كَانُوا قَدِ اسْتَعَارُوهُ مِنْهُمْ، وتملكوها بغير  حق حِينَ خَرَجُوا مِنْ مِصْرَ، فألقوها عنهم ، أي كي يتخلصوا منها وكأنها كفارة لهم . وكان هارون عليه السلام إِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يَجْتَمِعَ الحُلي كُلُّهُ فِي حُفَيْرَةِ من نار وَيُجْعَلَها حَجَرًا وَاحِدًا. حَتَّى إِذَا رَجَعَ مُوسَى يَرَى رأيه .
استغل الفرصة شيطان أنسي هو السَّامِرِيُّ فَأَلْقَى الذهب في الحفيرة قَبْضَةَ أَخَذَهَا مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ، وَسَأَلَ هَارُونَ أَنْ يَدْعُوَ اللَّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَهُ فِي دَعْوَتِهِ، فَدَعَا لَهُ هَارُونُ -وَهُوَ لَا يَعْلَمُ مَا يُرِيدُ -فَأُجِيبَ لَهُ فَقَالَ السَّامِرِيُّ عِنْدَ ذَلِكَ: أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ عِجْلًا. فَكَانَ عِجْلًا لَهُ خُوار، أَيْ: صَوْتٌ، اسْتِدْرَاجًا وَإِمْهَالًا وَمِحْنَةً وَاخْتِبَارًا قال الله تعالى : {فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ * فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ  { ومر هَارُونَ بِالسَّامِرِيِّ وَهُوَ يَنْحِتُ الْعِجْلَ، فَقَالَ لَهُ: مَا تَصْنَعُ؟ فَقَالَ: أَصْنَعُ مَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ فَقَالَ هَارُونُ: اللَّهُمَّ أَعْطِهِ مَا سَأَلَ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ وَمَضَى هَارُونُ، فَقَالَ السَّامِرِيُّ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ يَخُور فَخَار، فَكَانَ إِذَا خَارَ سَجَدُوا لَهُ، وَإِذَا خَارَ رَفَعُوا رُؤُوسَهُمْ.
تحولوا إلى إمعة فألقوا عقولهم بل سلموها للسامري شيطان الأنس يأمرهم وينهاهم هذا حلال وهذا حرام .
يا رب سلمنا وسلم بنا
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــ
تفسير ابن كثير (5/ 310)

بَهْمُوت : الجب عميق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق