الاثنين، 11 نوفمبر 2019

لك أن تتخيل أن أحدنا قادم لمقابلة رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
لك أن تتخيل أن أحدنا قادم لمقابلة رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فبماذا ترانا نقابله ؟
من حياة سيدنا عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نتعلم
ومن كلمة ألقاها الشاعر القروي رشيدُ سليم الخوري في بلاد المهجر قد ندرك السبب
عاد سيدنا عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ من غزوة ذات السلاسل منتصرا وفي جيشه سيدنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دخل عمرو بن العاص وهو طامع بالجائزة من رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على حسن تأدية ما أمره به النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  فَعن أبي عثمان، أخبرني عمرو بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة» قلت: من الرجال؟ قال «أبوها» قلت: ثم من؟ قال: «عمر» فعد رجالا.
وقيل عد النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشرين اسما وكان عمرو يطمع في أن يذكره فلما بلغ العشرين صمت عمرو . بل لقد عاتبه على فعل فعله فقد أمّ الناس جُنُبا وقد خشي من الموت لشدة البرد فلم يغتسل وقد احتلم في منامه . فقال له رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  أَصَلَّيتَ جُنُبًا يا عمرو؟ " فقال: نعم يا رسولَ الله، أَصَابَنِي احتلامٌ في ليلة باردة لم يمرَّ على وجهي مثلها قطُّ، فخيَّرتُ نفسي أنّ أغتسل فأموت، أو أقبلَ رخصةَ الله عَزَّ وَجَلَّ، فقبلتُ رخصةَ اللهِ، وعلمتُ أنّ اللهَ أرحم بي، فتوضَّأْت ثمّ صلّيْتُ، فقال رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم -: "أَحْسَنْتَ، ما أحببتُ أنَّكَ تركتَ شيئًا صنعته، لوكنتُ في القوم لصنعتُ كما صنعتَ" وكانت (أحسنت )هي ما ناله سيدنا عمرو من جائزة
دُعي الشاعر اللبناني المهاجر رشيدُ سليم الخوري الملقب ( بالشاعر القروي) إلى حفل بمناسبة عيد المولد النبوي أُقيم في مدينة (سان باولو) وطُلب منه أن يُلقي كلمة فقال : أيها المسلمون أيها العرب يولد النبيُّ على ألسنتكم كلَّ عام مرةً ويموت في قلوبكم وعقولكم وأفعالكم كلَّ يوم ألفَ مرةٍ ولو ولد في أرواحكم لولدتم معه ، ولكان كلُّ واحد منكم محمداً صغيراً . ولكان العالَمُ منذ ألفِ سنةٍ أندلساً عظيماً ولا التقى الشرقُ بالغرب من زمن طويل ولَعَقَدت المادةُ الغربية.. مع روح الشرق المسلم حلفاً ولمشى العقلُ والقلبُ يداً بيد إلى آخر مراحل الحياة أيها المسلمون : يَنْسب أعداؤكم إلى دينكم كلَّ فِرْية ودينُكم من بُهْتانهم براء ولكنكم أنتم تصدِّقون الفِرْية بأعمالكم وتقرُّونها بإهمالكم دينُكم دينُ العِلْم وأنتم الجاهلون . دينُكم دينُ التيسير وأنتم المعسِّرون . دينُكم دينُ الحُسْنَى وأنتم المنفِّرون دينُكم دينُ النصر ، ولكنكم متخاذلون دينُكم دينُ الزكاة ، ولكنكم تبخلون يا محمدُ.. يا نبيَّ اللهِ حقاً… يا فيلسوفَ الفلاسفةِ.. وسلطانَ البلغاء.. ويا مَجْدَ العرب والانسانية إنك لم تقتل الروحَ بشهواتِ الجسد ولم تحتقر الجسدَ تعظيماً للروح فدينُك دينُ الفِطْرةِ السليمة وإني موقِنٌ أن الانسانية بعد أن يئست من كلِّ فلسفاتِها وعلومِها ، وقنطت من مذاهب الحكماء جميعاً ؛ سوف لا تجد مخرجاً من مأزقِها وراحةِ روحِها.. وصلاحِ أمرِها إلا بالارتماء بأحضان الإسلام .. عندئذٍ يحق للبشرية في مثل هذا اليوم أن تَرفع رأسَها وتهتِفَ ملءَ صدورها ، وبأعلى صوتها
 عيدُ البريةِ عيدُ المولدِ النبوي … في المشرقينِ له والمغربين دَوِي
عيدُ النبيِّ ﺑﻦِ عبدِ اللهِ مَنْ طلعتْ ... شمسُ الهدايةِ من قرآنه العُلْوي
يا فاتحَ الأَرْضِ ميداناً لجنتهِ ... صارت بلادُكَ ميداناً لكل قوي
ياحبذا عهدُ بغدادٍ وأندلسٍ ... عهدٌ بروحي أفدي عوده وذوي
يا قومُ هذا مسيحي يذكِّركمْ ... لايُنهض الشرقَ الا حبُّنا الأَخَوي
فَإِنْ ذكرتُمْ رسولَ اللهِ تَكْرِمةً ... فبلِّغوه سلامَ الشاعرِ القُرَوِي
ونحن فلقد بعد طريقنا عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  نسيئ ونبرر الإساءة على أنها حسنة ندمر أوطاننا وندعي بناءها
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــــ
صحيح البخاري (5/ 166) - صحيح مسلم (4/ 1856)
المسالك في شرح موطأ مالك (2/ 250)




رشيد سليم الخوري (1887م - 1984م)، المعروف بـ "الشاعر القروي" و"شاعر العروبة" ولد في قرية البربارة سنة 1887، من الشعراء العرب في القرن العشرين، وقد هاجر الشاعر إلى البرازيل في عام 1913م وتولّى رئاسة تحرير عدد من المجلات ، وظل في المهجر مدّة خمسةٍ وأربعين عاماً؛ حيث عاد إلى وطنه (الذي قضى فيه ثلاثة وعشرين سنة) وكان ذلك في عهد الوحدة بين سوريا ومصر عام 1958.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق