الجمعة، 8 نوفمبر 2019

بين الجوع والشبع مسافة


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
بين الجوع والشبع مسافة
والجوع والشبع معروفان ، ومن اللؤم أن يرد المرء جائعاً
وقالوا : اثنان لا يجتمعان : المعدة والعقل ، فإذا امتلأت المعدة أو فرغت فسد تفكير المرء ، وروي أن رجلا بشر بغلام ولد له، فقال: ما أصنع به؟ أآكله أم أشربه؟ فعلمت امرأته أنه جائع، فأمرت فصنع له الطعام . فلما شبع قال: كيف الطلا وأمه؟ يعني الصبي وأمه .
وفي حياتنا أصبح من العادة في موائدنا تقديم المشهيات قبل الوجبة الأساسية فإن دلت على شيء دلت على أن المرء غير جائع حقيقة فالجائع يأكل ما قدم له .
إلا في حال الجشع وأن تبتلى بمن لا يشبع وفي المعرة عند يقولون : عديم ووقع بحير تين . قال أَبُو هُرَيْرَةَ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  : ما وددت أن أحدا ولدتني أمّه إلا أم جعفر بن أبي طالب؛ تبعته ذات يوم وأنا جائع، فلما بلغ الباب التفت فرآني، فقال لي: ادخل، فدخلت؛ ففكّر حينا فما وجد في بيته شيئا إلا نحيا كان فيه سمن مرّة، فأنزله من رف لهم، فشقّه بين أيدينا، فجعلنا نلعق ما كان فيه من السمن والزيت، وهو يقول:
ما كلّف الله نفسا فوق طاقتها ... ولا تجود يد إلّا بما تجد
وما أكثر من لا يشبع اليوم ، أو إن شئتم من لا يريد أن يشبع ، لا من مال ولا من طعام حتى من الأذى هناك من لا يشبع تراه ينام ويصبح وقد انحصر تفكيره في أذى الآخرين .
من أذى أهله ، وطنه لا فرق
لقد رهن حياته بعقد أبدي حتى الموت أن لا يشبع من الأذى
أعرف موظفا وكنت صغيراً حين كان يمشي في السوق ، دعاء واحد يتبعه من الناس : يا رب اعمي بصره
لم يمت إلا وقد عمي
ويا ربي أسألك بقدرتك أن تعمي أبصار من يروم بالأذى لسوريا وأهلها
ـــــــــــــــــــــــــــ
كتاب الألفاظ لابن السكيت (ص: 470)
العقد الفريد (1/ 197)
تفسير الشعراوي (13/ 7887)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق