السبت، 23 نوفمبر 2019

العالم الصغير


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
العالم الصغير
وتسأل نفسك ما هو العالم الكبير لتدرك بعد ذلك العالم الصغير . فالسموات والأرض وما بينهما أي هذا الكون الذي نحيا فيه هو العالم الكبير ، وهو من سخره الله للإنسان ومن أجله قال الله عزّ وجلّ: وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَ‌ٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿١٣﴾سورة الجاثية
فالإنسان هو العالم الصغير وهو سليل العالم الكبير ، لما وجد فيه من جمع أشكال ما في العالم الكبير، فقد وجد له الحواسّ الخمس ووجدوا فيه المحسوسات الخمس، ووجدوه يأكل اللّحم والحبّ، ويجمع بين ما تقتاته البهيمة والسبع، ووجدوا فيه صولة الجمل ووثوب الأسد، وغدر الذئب، وروغان الثعلب، وجبن الصّفرد ، وصنعة السّرفة  وجود الدّيك، وإلفة الكلب، واهتداء الحمام. وربّما وجدوا فيه ممّا في البهائم والسباع ، كالجمل باهتدائه وغيرته، وصولته وحقده، وصبره على حمل الثّقل، وشبه بالذئب بقدر ما يتهيّأ فيه من مثل غدره ومكره، واسترواحه وتوحّشه، وشدّة نكره. كما أن الرجل يصيب الرأي الغامض المرّة والمرّتين والثّلاث، ولا يبلغ ذلك المقدار أن يقال له داهية ، وكما يخطئ الرجل فيفحش خطاؤه في المرّة والمرّتين والثلاث، فلا يبلغ الأمر به أن يقال له غبيّ وأبله ومنقوص.
هذا هو العالم الصغير بما جمعه من صفات ، يبرز منها ما شاء ويخفي ما شاء ، فهناك من آثر أن يكون حقودا كالجمل وغداراً كالذئب وما كرا كالثعلب .
وهناك من كانت حياته كالعصفورة على أهله ووطنه وقد قيل أنها أحن المخلوقات على فراخها
هناك من كان باطنه كظاهر ، وآخر منافق يظهر ما يبطن
وحسبي الله ونعم الوكيل
ويا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــــــ
الحيوان (1/ 139)
طائر الصفرد : الحجل
السُّرْفَة وَهِي دُوَيبة صَغِيرَة تثقب الشّجر وتبني فِيهِ بَيْتا
المحسوسات : ما يُمكِنُ أَنْ يُدرَكَ في الدُنيا عادةً بإِحدى الحواسّ الخَمْسِ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق